أربيل – خالد محمد
تتواصل حشود الجماهير المحبة للكتاب في التوافد إلى معرض الكتاب في أربيل، حيث يعكس تنوعهم في الأعمار والاهتمامات رونقاً متميزاً.
تجول مراسل (ملحق المدى) داخل أجنحة المعرض ليكشف لنا كيف ينظر الجمهور إلى هذا المعرض الكتابي البارز، خاصة أن نجاح معارض الكتب يعتمد على حركة واقبال القراء والزائرين، حيث يعد الاقبال الجماهيري الكبير من سمات المعارض الناجحة، والتي تستضيف آخر الإصدارات والمطبوعات والمنشورات.
تؤكد إيهان ممتاز (عضو في اللجنة التنظيمية لمعرض الكتاب)، أن «نجاح معرض الكتاب مرهون بحضور جمهوره المتعطش للقراءة واقتناء الكتب»، وتلاحظ ايهان وجود اقبال جماهيري واسع منذ اليوم الأول لانطلاق النسخة السادسة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب.
وتوضح ايهان أن «المعرض يشبه المركز لكل أنواع القراءة، حيث يوفر للزوار فرصة استكشاف مجموعة متنوعة من الكتب في مكان واحد. سواء كان الزائر مهتمًا بالروايات، الكتب الدينية، الكتب الفنية، أو كتب الفلسفة، فإنه سيجد ما يبحث عنه في معرض أربيل الدولي للكتاب. هذا التنوع الواسع يسهم في جذب جميع فئات القراء وتلبية احتياجاتهم بشكل كامل وشامل».
فيما يتعلق بشريحة الأطفال، تبين ايهان أن «معرض أربيل الدولي للكتاب يقدم تشكيلة واسعة من كتب الأطفال بأنواعها وأشكالها المتنوعة، مما يضمن توافر ما يناسب جميع الأذواق والاهتمامات. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعرض تشكيلة شاملة من الكتب الأخرى لجميع الأعمار والاهتمامات، مما يجعله وجهة مثالية للقراءة والاستكشاف لجميع أفراد الأسرة».
وتؤكد أن «هذا التنوع المذهل يجذب جمهورًا من مختلف الأماكن، مما يخلق فرصة للتواصل مع أناس جدد واكتشاف كم هائل من الكتب الجديدة. كما يسمح المعرض أيضًا لدور النشر المشاركة والجديدة، بما في ذلك دور نشر كردية جديدة، بالتعريف بأعمالهم وتقديمها للجمهور، حيث يضم أكثر من 300 دار نشر مشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز».
أنتقل بعدها مراسل (ملحق المدى)، الى مسؤولة دار الخيال في العراق، فادية صائب، والتي عبرت خلال حديثها عن سعادتها البالغة بالإقبال الجماهيري الكبير على المعرض، مشيرة إلى أن الإقبال كان كبيرا منذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض. واعتبرت أن هذه الاستجابة الجماهيرية مبهجة ومفرحة في الوقت نفسه.
وتلاحظ فادية صائب، أن «الزوار يظهرون اهتمامًا ملحوظًا بالكتب وآخر الإصدارات والمنشورات في المعرض»، مشيرة إلى أن اسم المعرض بحد ذاته يعزز فكرة القراءة الورقية ويشجع على استخدام الكتب الورقية، التي تحمل طابع الجمالية مقارنة بالإصدارات الإلكترونية، مما يجعلها مفضلة لدى العديد من القراء.
وترى فادية، أن «الكتب الورقية تمثل فرصة للاسترخاء والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توفر للقارئ فرصة للانغماس في عوالم جديدة تساعده في تطوير نفسه واكتساب مهارات جديدة»، وتضيف أن «الكتب الورقية تسهم في تعزيز الوعي والتفكير النقدي، وتعكس تنوع الأفكار والآراء بين الأشخاص».
وتشدد فادية على أن للكتب «دورًا هامًا في تنمية وتربية وتنشئة الأشخاص»، معربة عن سعادتها بمستوى التنظيم والاقبال الجماهيري الهائل على المعرض، الذي فاق كل التوقعات حتى في بدايته، وفق ما ترى.
وتزيد بالقول، إن «معرض أربيل يشهد مشاركة جماهيرية أكبر من معرض بغداد، ويرجع السبب إلى التنظيم المهم والناجح، الذي يعد سمة أساسية لتحقيق هذا النجاح».
وعن طبيعة الكتب التي توفرها دار فادية، خلال أيام المعرض توضح أن «الدار متخصصة في كتب العلاج البديل وكتب الطاقة والتنمية، وهناك اهتمام متزايد بهذه الكتب وهو أمر مهم وجيد، حيث يعكس هذا الاقبال الرغبة في معرفة كيفية العلاج من خلال الطب البديل واستخدام الأساليب الطبيعية».
وتشير إلى أهمية إقامة معارض مثل هذه بشكل متكرر خلال السنة، وأختتمت بالتعبير عن شكرها لكل من شارك أو زار المعرض، داعية الجمهور لاستكشاف الكتب الجديدة.
من جانبه، يشيد بلال هاشم البنى، من دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع في الأردن، بالمعرض وتنوع دور النشر المشاركة فيه، مشيرًا إلى وجود تنوع في مجالات الكتب المعروضة.
ويلفت البنى إلى وجود اقبال كبير للمشاركة من دور النشر، خاصة من إقليم كردستان والأردن، مشيرًا إلى وجود إصدارات جديدة في جميع المجالات.
ويضيف أن القارئ لم يعد يعتمد على المواد الجاهزة مثل الكتب الإلكترونية أو الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى شعار المعرض «اقرأ، ذكاؤك لست اصطناعيًا».
ويؤكد على أن نجاح المعارض «يعتمد على اقبال الزوار والحركة الجماهيرية»، واكد أن «الإقبال كبير وممتاز منذ بداية ايام المعرض».