اعتبرت مشاركتها في معرض أربيل الدولي للكتاب حلم يتحقق الكاتبة سمر زليخا: طريقي لم يكن معبداً بالورد!

المدى/ جنان قاسم

خلف طاولة مليئة بالكتب تجلس سمر زليخا التي ينسدل شعرها الاسود على كتفيها وهي تراقب المارين من امام جناح دارها في معرض الكتاب في أربيل، فهي سورية تعيش في الامارات جاءت للمشاركة في معرض اربيل الدولي للكتاب من اجل ان توصل منشورات دارها لكل القراء العرب.

حصلت سمر على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من شعبة الدراسات الأدبية، واختصت في الأدب المقارن، وهي أيضا كاتبة وروائية لديها عدة روايات منشورة منها «البازار الكبير»، «على كفالة الموت»، و»آخر المنازل».

كما نشرت سمر العديد من الأبحاث في المجلات العربية والعالمية، وفي حديث معها عن بدايتها بالكتابة، ذكرت سمر الدور الكبير لوالدها وهو المترجم علي زليخة، الذي قام بترجمة مؤلف «شاهنامة» للشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي من الفارسية إلى العربية.

تقول سمر لـ(المدى): إن «البيئة الادبية التي ولدت فيها شجعتني بشكل كبير على البدء بالكتابة وتناول القضايا المجتمعية»، تضع يدها على احدى المؤلفات المترجمة وتستدرك القول: «هناك أعمال أدبية عظيمة لم تترجم بعد، لذا قررت افتتاح دار ترجمة خاصة بي عام 2017»، وتُعنى دار ياسمينا للنشر والترجمة بترجمة أعمال كثيرة، منها «شاهنامة»، وهي واحدة من أكبر الأعمال الأدبية الفارسية، حيث تضم 60 ألف بيت من الشعر الملحمي اضافة لـ»البازار الكبير»، والتي حازت على اهتمام القرّاء والنقاد، اذ ان هذه الرواية تجمع بين الأدب والتاريخ وتروي قصة مدينة دمشق من خلال شخصيات متنوعة وأحداث مشوّقة.

طريق سمر زليخة لم يكن معبدا بالورد، فعندما توجهت لنشر عملها الادبي الأول، واجهت عددا من الصعوبات، مؤكدة أنه «في بداية الامر كنت خائفة جدا من خطوتي الأولى، خصوصا وان المجال الادبي حساس جدا ويحتاج الكاتب لوضع لمساته الخاصة وسحر حروفه التي تجذب القارئ وتؤثر فيه، لكن تشجيع والدي واساتذتي جعلني أقوم بنشرها، وحصلت على قبول عالٍ جدا من القراء والمهتمين بالادب».

الصعوبات والخوف التي واجهتهما سمر عندما ارادت نشر نتاجها الادبي جعلاها تتشجع لافتتاح دار نشر خاص بها من اجل ترجمة بعض الكتب غير العربية للعربية، ونشر مطبوعاتها ومطبوعات الجيل الصاعد من الشباب، لكن سمر زليخة ولانها جديدة في مجال الطباعة والنشر تعرضت للكثير من حالات الاحتيال والنصب من قبل المطابع، لكنها استمرت من اجل حلمها كما وصفت.

تكمل زليخة حديثها لـ(المدى) اذ تبين ان دار النشر تختص غالبا بنشر الاعمال المترجمة واصبحت لها مشاكلها الجديدة، منها التواصل مع دور النشر الاجنبية وتكلفتها المالية المرتفعة لكنها استمرت، وتبين «اردت ان اترجم مؤلفات عالمية تستحق ان تُقرأ». مؤكدة دعمها لفئة الشباب بالترجمة والكتابة.

تتوقف قليلا وعينها تلمع من اثر دموع الذكريات لتكمل «كانت اياما صعبة»، وبابتسامة خفيفة تكمل وهي تمسحهما «لكنها مرت وانا اليوم املك دار نشري الخاصة، وانا في اربيل كمشاركة في معرض اربيل الدولي للكتاب».

اشارت سمر زليخة الى التعاون الذي قدمته ادارة معرض اربيل الدولي للكتاب والذي بدوره اثر بشكل ايجابي في التعريف عن دارها واعمالها الادبية التي انتجتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top