أربيل / المدى
نظمت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون ندوة بالتزامن مع اليوم العالمي للقراءة تحت عنوان (القراءة في المجتمع الكوردي الآن) استضافت فيها كل من الأستاذ طلعت طاهر كاتب وشاعر والدكتور هيمداد حسين أستاذ جامعي .
في بداية الندوة قال الدكتور هيمداد حسين , إنه رغم أهمية القراءة في حياة الإنسان الا أن نسبة الإقبال عليها قد تراجعت بشكل كبير جدا في كردستان العراق مقارنة بحقبة الثمانينيات من القرن الماضي , إذ كان الحصول على النسخ الأولية من أي كتاب مطبوع باللغة الكردية عن طريق حجز مسبق في مكتبات كردستان ومن قبل فئات مختلفة من المجتمع الكردستاني.
ثم أشار الى بدايات ظهور المطبعات في مطلع التسعينيات من القرن الماضي في كردستان على يد العلامة والشاعر بيرميرد في السليمانية وبعده مطبعة زاري كرمانجي التي نقلها صاحبها حزني موكرياني من حلب الى بغداد ثم الى مدينة رواندوز شمال مدينة أربيل أصدر فيها عددا من المجلات والصحف آنذاك.
الى ذلك قال الأستاذ طلعت طاهر , إن مصدر المعلومات والثقافة في حقبة الثمانينيات كانت الكتب والصحف والقراءة كانت بمثابة غذاء روحي ثقافي آنذاك لابديل لها , ولكن في الوقت الحالي وفي عصر التكنولوجيا تعددت المصادر وبات إقبال جمهرة كبيرة من الأجيال الشابة في المجتمع الكردستاني على المحتوى الإلكتروني والسوشيال ميديا بكل صنوفها , مؤكدا أن عالم التكنولوجيا تمكن من اقتلاع القراءة الورقية الى حد ما في مجال الفكر والأدب والمعرفة.
من جانبه كان للدكتور هيمداد رأي في القراءة بالعالم الإفتراضي , إذ وصف القراءة عبر شبكات الإنترنيت ومنصات التواصل الاجتماعي بالمفيد كونها تقدم نفس الخدمات ولكن بشكل مختلف بحكم ماوصل اليه العلم لخدمة البشرية , في وقت انتقد فيه الأدبيات الكردية التي اعتمدت على تقليد أدبيات الشعوب المجاورة أكثر من الاستقلالية في الطرح والموضوعية وخاصة التأثر بالادب الفارسي.
وفي مداخلة له , اتفق الأستاذ طلعت مع رأي الدكتور هيمداد وقال , إن الأدب الكردي يعاني من أزمة الكتاب وليس القراء فقط فهناك بعض من الكتاب قد أثروا سلبا على إقبال المواطن الكردي على القراءة حتى في الإنترنيت وبدأ الناس يتابعون نتاجات كتاب من غير الكرد.
وأخيرا رأى جمهور الحاضرين أن القراءة في الورق الأصفر لا يغني عنها شيء آخر ولابديل لها وكل ما يجري حاليا سيتلاشى مع مرور الزمن.