في معرض أربيل الدولي للكتاب تسعيرة المطبوعات وتأثيرها على اختيار القراء

أربيل/ جنان السراي

تمسك يدي صديقتها، تمشي بخطوات هادئة ليتطاير شعرها البني مع ذرات هواء ربيعي، تنظر هنا وهناك وهي تبحث عن ما يشبع فضولها المعرفي، بارين؛ وهي احد طالبات مدرسة باز؛ كانت تتجول في معرض اربيل الدولي للكتاب بحثا عن كتابها المفضل.

في حديث مع بارين عن اسعار الكتب، وبما وضعته دور النشر من خصومات قالت؛ إن «الكتاب لا يقيم بسعر، إذا كان محتواه غنيا بمعلومات تضيف للقارئ وتطور معرفته، مشيرة الى اهمية القراءة وتأثيرها على الفرد ومحيطه».

ليس بعيدا عن بارين، يتجول الاستاذ والمشرف التربوي غياث في زيارة له من دهوك، فهو يبحث عن الدور التي اعلنت عن تخفيضات للكتب، لكنه تفاجأ، ان «اسعارها لا تزال مرتفعة»، وهو يشير لبضع كتب يحملها ويكمل «هذا ما يجبرنا كزائرين على شراء كتاب او اثنين فقط رغم ان هناك كتبا تستحق القراءة، برأيي انها تثري القارئ بالمعلومات لكن بسبب اسعارها يتجنب شراءها الكثيرون». طالبا من دور النشر خفض الأسعار خلال فترة معرض الكتاب، ومراعاة الوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد لغرض إيصال الرسالة الحقيقية التي يسعى لها معرض الكتاب.

بزاوية اخرى من زوايا المعرض، ومع كوب القهوة وبعد بحث طويل عما يحتاجه من مصادر يجلس الدكتور والتدريسي بكلية الصيدلة جامعة الكتاب عبد الله ثامر متحدثا عن كتب هذا العام، حيث ذكر عبد الله لـ(ملحق المدى)، ان «الكتب لا تختلف كثيرا عن العام الماضي بمحتواها، لربما بعض الكتب ومنها العلمية تم تحديث جزء منها بما يتناسب مع التطور التكنولوجي والتجارب التي حصلت خلال العام الماضي، لكن الدور لم تضف ما يجذب القارئ عن ما اقتناه العام السابق، وبرأيي يجب ان يكون هناك تغيير ملموس بطريقة العرض للعناوين الجديدة حتى لا تندثر مع المتكرر وتفقد قيمتها».

يحمل كيسا مليئة بالكتب، وكأنها قوته الذي جمعه ليهون عليه مرارة الغربة وحنينه لأهله ووطنه، يوسف الذي جاء من المانيا في زيارة للعراق، كان متفاجئا باجواء معرض اربيل الدولي للكتاب «الاجواء ساحرة» قالها وهو يتطلع لبعض الزائرين والمكتبات ويكمل «هنا ثقافات ولغات مختلفة» معبرا عن اعجابه بالتنظيم قائلا: «انا اعلم ان هنالك جيوش خفية سعت وعملت ليل نهار لعرض هذا الجمال الذي عبر عن هويتنا كبلد كامل يحتوي مختلف الاطياف بمكان واحد ومجتمعين بسحر حروفه وتأثير كلماته».

كما اشار في حديثه لـ(ملحق المدى)، الى تشجيع دور النشر وحرصهم على القراءة من خلال ما وضعوه من عروض تناسب الجميع، وتشجعهم على الشراء لبناء مجتمع مفكر وقارئ ذكي يسعى لبناء وطنه، ويتخلص من اثار ما مر به من حروب وصراعات سياسية، متأملا بعيون لامعة تغير البلد نحو الافضل بمجتمع قارئ ومثقف يزدهر به البلد، ليبقى رمزاً تاريخياً عريقاً بين دول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top