
متابعة / المدى
اعتبر الكاتب والباحث الكردي جمشيد حيدري «معرض اربيل الدولي للكتاب بنسخته الـ 15، هو بمثابة مهرجان للثقافة بين الشعوب واللغات المشاركة فيه لما يتيحه من تبادل في الخبرات والابداعات الثقافية»، مؤكدا على «أهمية الترجمة بين اللغات الوطنية والاجنبية، مثل الترجمة من اللغة العربية الى الكردية وبالعكس».
وقال حيدري حوار أجرته معه شبكة رووداو الإعلامية، وتابعته (المدى) خلال فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب، أن «الترجمة هي الرابط الحي بين ثقافات الشعوب كلها اذ تتيح للقارئ التعرف على ابداعات وتاريخ الشعوب الاخرى وهذا يربط العلاقات بين مختلف الثقافات»، منبها الى ان» في العراق توجد ثقافات متعددة مثل العربية والكردية والتركمانية والمسيحية لهذا اعتقد ان الكتاب يلعب دور كبير في التقريب بين هذه الثقافات في البلد الواحد ويقرب بين وجهات النظر، والترجمة هي البوابة التي تفتح بين الثقافات والشعوب، وخلق العلاقات الصميمة بينهم».
وعبر الباحث والاكاديمي الكردي جمشيد حيدري عن اسفه «لعدم وجود مؤسسة متخصصة للترجمة في اقليم كوردستان، ولو كانت هناك مؤسسة متخصصة عمليا في هذا المجال لترجمة الكتب من اللغة الكردية ليس الى اللغة العربية فحسب بل والى بقية اللغات»، وقال «هناك مبادرات فردية في مجال الترجمة قام بها الدكتور عز الدين مصطفى رسول الذي ترجم اعمال عبد الله كوران للغة العربية وفي السبعينيات ترجمت قصص كوردية الى العربية ولكن حاليا لا يوجد مركز يترجم الابداع الكردي الى بقية اللغات وبضمنها العربية، خلال السنوات الماضية ترجم اتحاد الادباء الكرد بعض الدواوين الشعرية الكردية الى اللغة الإنجليزية».
ونبه حيدري الى انه «المفروض ان تكون هناك مؤسسة متخصصة بالترجمة تابعة الى وزارة الثقافة في حكومة أقليم كوردستان تترجم الابداع وكلاسيكيات الادب الكردي الى بقية اللغات.. وكذلك كلاسيكيات الابداع العالمي والعربي الى اللغة الكردية، مثل اعمال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي ترجمت بعض قصائده وليس جميع دواوينه، وكذلك رواد الشعر العراقي مثل بدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي وحسين مردان ونازك الملائكة، هناك قصائد لادونيس ونزار قباني مترجمة للغة الكردية».
وأشار حيدري الذي يمتلك مكتبة ضخمة من امهات الكتب العربية والكردية الى ان «دار المدى، للثقافة والنشر، قامت بجهود طيبة بترجمتها ونشرها كلاسيكيات الادب الغربي ضمن سلسلة نوبل، وهي اعمال كبيرة، للغة العربية وكنا نتمنى ان تتم ترجمة هذه الكتب الى اللغة الكردية أيضا».
مقترحاً «ان تتم الترجمة من اللغة الاصلية للكاتب او الشاعر الى اللغة الكردية او اللغة العربية وليس من لغة ثانية او ثالثة فهذا يخدم القارئ من جهة والعمل المترجم من جهة اخرى كونه يحافظ على روح واصالة العمل الابداعي كما انه على المترجم ان يعرف جيدا اللغتين، المترجم منها والمترجم اليها، وخلفية الكتاب والكاتب الذي يترجمه، مثلا ان يترجم اعمال فؤاد التكرلي فيجب ان يعرف خلفية الروائي والرواية واجوائها والمصطلحات الشعبية التي ترد فيها».
وأشار حيدري الى انه «في بغداد اليوم تصدر دور النشر كتب جيدة لكنها عمليا لا تصل الى اقليم كوردستان كذلك المجلات الادبية الرصينة مثل الاقلام والاديب المعاصر لا تصل الينا ولو كانت هناك مراكز ترجمة لكانت ترجمت حتى المجلات الادبية العربية والعالمية الى اللغة الكردية»
وذكر بان «بعد انتفاضة آذار وانقطاعنا عن بقية مناطق العراق صار عندنا جيل لا يقرأ العربية على العكس من الجيل القديم الذي كان يقرأ العربية ويفهمها، حاليا الازمة في القارئ، قرائنا ضعفاء في اللغة االعربية وكذلك في اللغة الكردية وهذه مشكلة»، مشخصا مشكلة تتعلق بالنشر مفادها «اليوم اهم كاتب يطبع الف نسخة ولا يبيع أكثر من 200 نسخة وهذا بسبب تاثير تكنولوجيا الانترنيت وغيره على القراء مباشرة، فالقارئ صار يقرأ ما ينشر في (الانترنت) ولا يقرأ كتبا أخرى».
وعن زيارته لمعرض اربيل الدولي للكتاب المقام حاليا، قال الباحث الكردي جمشيد حيدري «انا اليوم اشتريت كتبا عربية فقط لانني لا اثق بالترجمة الكردية للكتب ولا اعتقدها صحيحة او ناجحة.. حتى ان هناك روايات روسية مترجمة للعربي لم اقتنها لانني اجيد اللغة الروسية قراءة وكتابة، واقرأها كما اجيد اللغة العربية».
وخلص حيدري الى انه “عموما فان الترجمة الجيدة قليلة..انا اثق مثلا بترجمات الكاتبة العراقية لطفية الدليمي، رواياتها وترجماتها الصادرة عن دار المدى جيدة واقرأها بمتعة.. اما ترجمة الشعر من اللغة الكردية الى العربية وبالعكس فهي صعبة ويجب على المترجم ان يفهم قوانين الشعر وقوافيه وموسيقاه.. انا اعرف ان عزيز كيردي مترجم جيد وكذلك آزاد برزنجي في السليمانية فهو ايضا مترجم جيد”