كحدث ثقافي واجتماعي.. معرض أربيل للكتاب إلى وجهة للعوائل

أربيل/ علي زيتو

خلال اليوم الثالث من فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، الذي تزامن مع يوم الجمعة، تحول المعرض إلى ما يشبه مهرجاناً ثقافياً عائلياً، حيث توافدت مئات العائلات الكردية من مختلف مناطق كوردستان للاستمتاع بيومها الأسبوعي في أجواء يغلب عليها الطابع الثقافي والترفيهي، وسط حضور جماهيري واسع أعطى للمعرض طابعاً اجتماعياً حميمياً.

في هذا اليوم الذي تميز بالازدحام اللافت، لم يكن الهدف من الزيارة محصورًا باقتناء الكتب فحسب، بل تعداه إلى قضاء وقت ممتع بين الأروقة المزينة بأغلفة الكتب الملوّنة، واللقاءات المفتوحة مع الكتّاب، وزوايا التصوير، والمقاهي الصغيرة الموجودة في المعرض.

زوار المعرض وتجربة فريدة

آسو گلالي، رب أسرة من السليمانية، جاء برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة، وقال في حديث له: “نحن نخصص كل عام يوماً لزيارة معرض الكتاب في مدينة أربيل، ويوم الجمعة يكون مثالياً لأننا لا نعمل، ونحب أن يرى أطفالنا الكتب ويلمسوا الورق بأنفسهم، لا فقط من خلال الشاشات».

وأضاف: “الجو هنا مميز، ليس فقط لأننا نشتري الكتب، بل لأننا نلتقي بالناس من مختلف البلدان والمدن داخل وخارج الإقليم، نشرب القهوة ونشعر وكأننا في عيد ثقافي يجب أن نستمتع بكل تفاصيله».

شيلان حسن، طالبة جامعية جاءت مع عائلتها من قضاء عقرة في محافظة دهوك، اعتبرت أن المعرض أصبح تقليداً سنوياً لدى العوائل الكردية، وقالت: “أشعر أن المعرض لم يعد مجرد مكان لشراء الكتب، بل فضاء عائلي مفتوح وواسع، تجد فيه الأطفال، والآباء، والشباب، وكلهم يستمتعون بطرق مختلفة وخاصة بهم».

أجنحة مزدحمة

شهدت أجنحة كتب الأطفال ازدحاماً كبيراً، حيث أقبل الآباء والأمهات على شراء قصص مصورة، وكتب تفاعلية، ومواد تعليمية. بعض دور النشر خصصت زوايا للرسم والتلوين وقراءة القصص، ما ساهم في جذب انتباه الأطفال بشكل كبير.

سوران صاحب دار نشر محلية قال: “لاحظنا أن يوم الجمعة هو الأكثر نشاطاً، والناس يأتون كمجموعات عائلية، لذلك نحاول أن نجهز برامج ترفيهية للأطفال، ونوفر كتباً تناسب مختلف الأعمار”.

المقاهي الثقافية وزوايا الصور

داخل المعرض، شكّلت المقاهي الثقافية نقطة التقاء للكثير من العوائل، حيث جلس البعض يتناولون الشاي أو القهوة بين الجولات في الأجنحة. كما لفتت زوايا التصوير الخاصة التي أُعدّت بخلفيات كتب وألوان جذابة أنظار الزوار، فتحولت إلى محطات تذكارية للعائلات التي حرصت على توثيق زيارتها بصور جماعية.

المعرض كحدث اجتماعي وثقافي

لم يعد معرض أربيل الدولي للكتاب مجرد فعالية ثقافية تقليدية، بل أصبح حدثاً مجتمعياً يدمج بين الثقافة والترفيه، ويوفر بيئة مثالية لتجديد العلاقة مع الكتاب وسط أجواء عائلية دافئة. وفي يوم الجمعة تحديدًا، يبدو أن المعرض يتحول إلى مرآة تعكس روح المجتمع المحب للثقافة، متماسك بالأسرة، ومتشوق لكل فرصة تمنحه فسحة للتعلّم والفرح معاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top