
أربيل / نور عبدالقادر
شهد معرض هذا العام، توافد العديد من الزوّار الذين عبّروا عن إعجابهم بالأجواء الثقافية والتنظيم الممتاز الذي ساد المعرض، فضلاً عن تنوع الكتب المعروضة في مختلف المجالات. قدم الزوّار العديد من التعليقات التي تعكس تفاعلهم مع الحدث الثقافي الكبير، والذي يعتبر فرصة للمثقفين والشباب للتمتع بالقراءة وتوسيع آفاقهم المعرفية.
أحد الزوار، ريكوان أحمد، وهو مشرف تربوي من كركوك، عبّر عن إعجابه الكبير بالمعرض، مشيرًا إلى أنه يعد متنفسًا ثقافيًا للمثقفين والشباب على حد سواء، وقال في حوار مع (ملحق المدى) إن المعرض كان يتمتع بالهدوء والتنظيم الجيد للمكان وأجنحة الكتب.
وأضاف ريكوان أن هذه كانت زيارته الأولى للمعرض، لكنه أكد أنها لن تكون الأخيرة. أشار إلى أنه كان يبحث عن مجموعة من الكتب التي كان قد بحث عنها في عالم التكنولوجيا، لكنه فضل في النهاية القدوم إلى المعرض لشرائها بشكل تقليدي، كما لفت انتباهه توافد الناس من مختلف المواقع الجغرافية، مما يبرز مدى أهمية المعرض في جذب جمهور واسع. وأكد ريكوان في ختام حديثه أنه يتمنى للمعرض المزيد من النجاح في المستقبل.
من جانب آخر، عبّر المهندس والمترجم نوزاد عمر من محافظة السليمانية عن رأيه في المعرض في حوار مماثل مع (ملحق المدى). وقال إن المعرض هذا العام شهد تحسنًا ملحوظًا في جودة الكتب المعروضة مقارنة بالسنوات السابقة. وجد نوزاد العديد من العناوين التي كان يبحث عنها في مجالات السياسة والاجتماع ورغم إعجابه بالمعرض، قدم نوزاد ملاحظة بسيطة حول تنظيم المعرض، حيث اقترح أن يتم تخصيص صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع جميع الأجنحة المشاركة في المعرض مع عرض العناوين المتوفرة في كل جناح، وذكر أن هذا سيساعد الزوار على توفير وقتهم في البحث عن الكتب، مما يسهل عليهم الوصول إلى ما يحتاجون إليه بسرعة أكبر.
ورغم هذه الملاحظة، فقد أكد نوزاد أن المعرض يعد إضافة مهمة تشجع الشباب على القراءة وتوسع مداركهم بعيدًا عن تشتت الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح أنه يشعر بأن القراءة الورقية تحتفظ بسحر خاص يميزها عن الوسائط الرقمية، وأنه لا شيء يمكن أن يحل محل تصفح الورق واكتشاف الاقتباسات التي تلتصق بالذاكرة، خاصة عندما يكون كوب القهوة في اليد وأجواء المعرض الثقافية تحيط به. كما أشار إلى أن هذا النوع من المعارض يسهم في زيادة الوعي الذاتي ويحفز على الانغماس في عالم الأدب والثقافة، مما يجعلها تجربة ممتعة ومفيدة على حد سواء.
من خلال ملاحظات الزوار، يمكن ملاحظة أن معرض الكتاب لهذا العام قدم تجربة ثقافية مميزة للعديد من الحاضرين. فقد أكدت التعليقات على أن المعرض يعد منصة فريدة من نوعها تجمع بين الأجواء الهادئة والتنوع الثقافي، ما يسمح للزوار بالتعرف على مجموعة واسعة من الكتب في مختلف المجالات. ومع استمرار التفاعل والإقبال الكبير، يبدو أن المعرض قد حقق نجاحًا كبيرًا هذا العام، وهو ما يجعله حدثًا ثقافيًا ينتظره الكثيرون في السنوات المقبلة.
في الختام، لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي تلعبه معارض الكتب في تعزيز ثقافة القراءة ونشر الوعي الثقافي. مع التقدم التكنولوجي وازدهار وسائل التواصل الاجتماعي، تبقى القراءة الورقية والفعاليات الثقافية مثل معارض الكتب وسيلة مهمة للتواصل مع المعرفة والثقافة، بما لها من تأثير كبير في إثراء العقول وفتح آفاق جديدة للمجتمعات.