
أربيل / علي زيتو
في إطار النشاطات الثقافية المصاحبة لـمعرض أربيل الدولي للكتاب بنسخته السابعة عشرة، نُظّمت حلقة نقاشية طلابية متميزة تحت عنوان: “قصص تشكّلنا، لماذا تهمّنا الكتب؟”، جمعت أكاديميين وطلاباً من مختلف التخصصات للحديث عن العلاقة الشخصية التي تربطهم بالكتب، وأثر القراءة في تشكيل وعي الفرد وتوسيع آفاقه.
الكتاب هو المسار الآمن نحو التكوين الذاتي
استهل الحلقة الدكتور محمد عبدالله كلاري، الأكاديمي في مجال التربية والعلوم الاجتماعية، متحدثاً عن أهمية الكتاب ودوره في بناء الشخصية وتنمية المهارات الفكرية.
وقال الدكتور: “القراءة ليست مجرد وسيلة للمعرفة، بل أداة لتكوين الإنسان، لتعميق وعيه بنفسه وبالعالم من حوله. من يقرأ، يعيش حيوات متعددة دون أن يغادر مكانه”.
وأضاف أن الطلاب في عصرنا الحالي بحاجة إلى تحفيز ذاتي مستمر للقراءة، وليس انتظار من يدفعهم إليها من الخارج، مشيراً إلى أن الكتاب يمكن أن يكون رفيقاً دائماً في مسيرة الإنسان الشخصية والمهنية.
ووجّه الدكتور جملة من النصائح للطلبة الحاضرين، أبرزها: تنظيم وقت القراءة، اختيار الكتب المناسبة للعمر والاهتمامات، والتدرج في الانتقال من الكتب الخفيفة إلى الكتب المتخصصة.
طالبة: الكتب تفتح لي نوافذ على عوالم لا أعرفها
من جانبها، تحدثت الطالبة آية أسو عن ارتباطها العاطفي بالكتب، قائلة: “أشعر أن كل كتاب أقرؤه يضيف لي شيئاً من الهدوء والفهم لنفسي. القصص تساعدني على أن أضع نفسي مكان الآخرين”.
وأشارت إلى أن أكثر الكتب التي تحب قراءتها هي الروايات التي تتناول موضوعات اجتماعية ونفسية، لأنها تعكس الواقع وتثير التفكير في تفاصيل الحياة اليومية.
طالب: الكتب جعلتني أؤمن بقوة الفكرة
الطالب ساهند سالار، فتحدث عن تأثير القراءة في تشكيل وعيه الثقافي، موضحاً أن الكتب ساعدته على اكتساب وجهات نظر متعددة، وفهم التاريخ من زوايا لم يكن يعرفها من قبل.
وأضاف: “أحب قراءة السير الذاتية وكتب الفلسفة المبسطة، لأنها تجعلني أتساءل عن الأشياء من حولي بشكل مختلف، وهذا ما يجعل القراءة ممتعة فعلاً”.
القراءة مساحة حرة للتعبير
وتحدثت الطالبة لارا ساهر عن أن القراءة تمثل بالنسبة لها مساحة شخصية حرة، تعبر من خلالها عن أفكارها وتطلعاتها.
وأضافت: “الكتب تشبه الأصدقاء، أهرب إليها حين أحتاج للهدوء أو للتفكير. وأكثر الكتب التي أحبها هي تلك التي تتحدث عن الخيال العلمي، لأنها تعبر عن أشياء كثيرة نشعر بها ولا نستطيع قولها دائماً”.
الكتاب يروي قصتنا
شهدت الحلقة تفاعلاً كبيراً من الحضور، لا سيما من الطلبة الذين شاركوا بتجاربهم الشخصية مع القراءة. واتفق الجميع على أن الكتب لا تكتفي بنقل المعلومات، بل تشكّل وعينا، وتمنحنا قدرة على التعبير عن أنفسنا بشكل أعمق.
وأكدوا أن الهدف من مثل هذه الحلقات هو إعادة تسليط الضوء على دور القراءة في بناء أجيال مفكرة ومثقفة، وتشجيع الطلاب على الاستمرار في علاقتهم بالكتاب خارج الإطار الأكاديمي. واختُتمت الحلقة برسالة جماعية من الحاضرين: “القصص التي نقرأها تشكّلنا.. فلنقرأ أكثر، لنكون أفضل”.