
أربيل / زين يوسف
ضمن المنهاج اليومي لفعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب تستمر القاعة الرئيسية باستضافة الندوات حيث أقيمت ندوة بعنوان “إعادة تعريف دور الناشر في تشكيل المستقبل الثقافي”، تحدث فيها المفكر المصري ورئيس اتحاد الناشرين المصريين فريد زهران وحاوره الصحفي المصري سيد محمود.
تحدث زهران عن المشهد الثقافي وعن جمهور معرض أربيل قائلا “انا على خلاف كبير مع المثقفين والناشرين بسبب ترديدهم لمقولة “لا يوجد قراء” وان الشباب انصرفوا عن القراءة وان وسائل التواصل أصبحت هي وسائل المعرفة الراهنة ولم يعد أحد يتعامل مع الكتاب، وفي رأيي ان هذا الكلام غير صحيح ولا تثبته الأرقام ولا المشهد الذي اراه في هذا المعرض وانا كناشر لدي ارقام واحصائيات شخصية وأقول ان هذه مبالغات غير صحيحة”.
وأضاف ان “اعداد الطبقة الوسطى في تزايد مستمر والشباب الذين ينتمون للطبقة الوسطى ويتلقون تعليما جيدا أحيانا في تزايد وهؤلاء لديهم فضول معرفي ورغبة في الاطلاع والقراءة وهذه الرغبة لها وسائط مختلفة منها الكتاب الورقي بالإضافة الى الكتاب المسموع لكن في النهاية هناك فضول معرفي ورغبة في القراءة والشباب متحمسون لذلك”.
وعن دور الناشر في تشكيل المستقبل أكد ان “علينا إعادة تعريف دور الناشر لان هناك تحديات جديدة تواجه صناعة النشر وهذا هو الموضوع الرئيسي الذين يدعونا الى إعادة التفكير في دور الناشر الان، وانا هنا اتحدث عن الناشر وليس عن تجار الكتاب الذين ليست لديهم رسالة ثقافية او ليس لديهم محتوى معين يحاولون تقديمه للقارئ والجمهور”.
ويكمل ان “هناك محددات يمكن على أساسها إعادة تعريف دور الناشر ويمكن تقسيمها الى ثلاثة اقسام واولها هي المتغيرات التكنولوجية والقسم الثاني هي التحديات الثقافية المفروضة علينا بحكم وجودنا بعالم معولم والقسم الأخير هو ما تفرضه علينا الحداثة من ضرورات والاخذ بمقوماتها كاملة بما فيها حرية الرأي والتعبير”.
وأشار الى دور الطبقة الوسطى في عملية التغيير وإنتاج المعرفة قائلا ان “الطبقة الوسطى باتساعها قدمت أجيال شابة جديدة وهذه الأجيال كانت رأس الحربة في محاولات التغيير التي تمت في المنطقة وفي الموجة التي سميت “بالربيع العربي” وانا هنا لا اناقش هذه الموجة ان كانت جيدة ام لا او هل نجحت ام فشلت وانما أقول ان هناك موجة سعت للتغيير وكان قادة هذه الموجة هم شباب من هذه الشرائح تحديدا في محاولة لتغيير ما، وكان أبرز ما فيه هو تغيير سياسي وثقافي وهؤلاء الشباب لعبوا دورا رئيسا ومازالوا يلعبون هذا الدور”.
وأكد زهران ان “انعكاس عملية التغيير على عملية انتاج الكتب في العالم العربي تعود إلى طبيعة ان الانسان يبدأ بتكوين عادة للقراءة ويبدأ بقراءة كتب بسيطة من حيث المحتوى المعرفي ومن حيث اللغة فليس من الطبيعي ان يكون شخص بعمر 12 سنة ويقرأ “لهيغل” او “فرويد” فليست تلك هي طبائع الأمور وانما الطبيعي ان يقرأ روايات بسيطة والقراءة للأعمال البسيطة في البداية هي التي شكلت قاعدة الهرم، فالكتاب الذين يمكن ان يكونوا مئات الألوف هم ذاتهم الذين خرج منهم عشرات الألوف وقرأوا الكتب العميقة والفلسفية وبضعة الوف قرأوا كتب اكثر عمقا ونضجا وهكذا”.