
أربيل/ علي زيتو
شهد معرض أربيل الدولي للكتاب في يومه السادس حراكًا ثقافيًا متزايدًا، تجلّى في توافد أعداد كبيرة من الزوار، من داخل إقليم كوردستان وخارجه، إضافة إلى زيارات جديدة من شخصيات أكاديمية وثقافية بارزة، في الوقت الذي واصلت فيه دور النشر الكوردية والعربية تنظيم فعالياتها وسط أجواء من التفاعل والحيوية.
حضور ثقافي بارز
زارت المعرض اليوم وفود من مدارس مختلفة وعدد من الشخصيات الأكاديمية، وتجولوا في أروقة المعرض مطّلعين على محتوى الأجنحة، لا سيما تلك التابعة لدور النشر الكوردية. كما لوحظ حضور مميز من جامعات كوردستان، حيث نظم عدد من الأساتذة والطلبة زيارات جماعية بهدف تشجيع القراءة والاطلاع.
د. ئارام عبدالله أستاذ في جامعة صلاح الدين: “كل عام، يثبت معرض أربيل للكتاب أنه أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية. هو منصة معرفية، ولقاء فكري مفتوح. ندفع طلابنا لزيارته لأنه يمثل نافذة على ما يُنشر ويُكتب في المنطقة».
تلاقي القرّاء والكتّاب
في جناح دار “تيشك” للنشر، كاروان (زائر):”لاحظنا أن الإقبال ليس فقط على الرواية والشعر، بل هناك اهتمام متزايد بالكتب العلمية والتعليمية، خصوصًا بين الشباب. وهذا يُشجعنا على الاستمرار في هذا المسار».
فيما قالت ليلى، زائرة: “أجواء هذا العام أكثر تفاعلاً. القرّاء يأتون بأسئلة محددة، ويبحثون عن كُتّاب بعينهم. هذا يدل على نضج القرّاء وتطور ذائقتهم».
شهد يوم امس كذلك ندوات حوارية بمشاركة عدد من الأكاديميين الكورد الشباب، الذين ناقشوا العديد من القضايا. وتفاعل الجمهور مع النقاشات، ما يعكس أهمية مثل هذه الحوارات في تطوير الحراك الثقافي في كوردستان.
المعرض أكثر من سوق كتب
يقول هوزان أحمد طالب إعلام من جامعة كويه: “المعرض بالنسبة لي مصدر إلهام. هنا لا أشتري الكتب فقط، بل ألتقي بأفكار جديدة، وأشخاص يشاركونني الشغف بالقراءة».
أما شارا رسول من أربيل فتقول: “كل زيارة لي للمعرض تحمل شيئًا جديدًا. هذه المرة، اشتريت كتبًا في الأدب النسوي الكوردي، وهو مجال بدأت أكتشفه مؤخرًا».
يواصل معرض أربيل الدولي للكتاب تأكيد مكانته كأكبر حدث ثقافي في كوردستان، جامعًا بين المعرفة، الحوار، واللقاء. ومع استمرار الفعاليات اليومية، تتعزز صورة المعرض كجسر بين القارئ والكاتب، وبين الكتاب والتحولات الثقافية الراهنة.