
تقرير: علي زيتو
في يوم آخر من أيام معرض أربيل الدولي للكتاب، لم تشكّل الأمطار المتواصلة في مدينة أربيل عائقًا أمام الحضور الجماهيري اللافت، حيث توافد القرّاء والمثقفون إلى أروقة المعرض منذ ساعات الصباح، في مشهد يؤكد الشغف الكبير بالثقافة والكتاب لدى أبناء الإقليم وزوّار المدينة.
فعلى الرغم من الأجواء الرطبة والممطرة، شهد المعرض كثافة في الزوار من مختلف الفئات العمرية، حيث امتلأت الأجنحة الخاصة بدور النشر المحلية والعربية والأجنبية، وتنوّعت اختيارات الزوار بين الأدب، والعلوم الإنسانية، والفكر، والفن، وكتب الأطفال، إلى جانب الكتب المترجمة التي سجّلت حضوراً بارزاً هذا العام.
زخم ثقافي وحوارات معرفية
اليوم شهد عدداً من الندوات الثقافية والجلسات النقاشية التي جذبت جمهورًا واسعًا، حيث تناولت موضوعات فكرية وأدبية تلامس واقع الثقافة في المنطقة، وسبل تعزيز الإنتاج المعرفي المحلي. وتخللت تلك الفعاليات نقاشات تفاعلية بين الحضور والمتحدثين، ما أضفى على أجواء المعرض طابعاً حيوياً وثرياً بالحوار.
شخصيات ثقافية وأكاديمية في أروقة المعرض
زار المعرض عدد من المثقفين والباحثين الكورد والعرب، الذين جالوا بين أجنحة الكتب، وشارك بعضهم في توقيع مؤلفاتهم الجديدة والتواصل مع جمهور القراء. وأشاد العديد من الضيوف بمستوى التنظيم والإقبال، مؤكدين أن المعرض بات يشكّل محطة ثقافية مهمة في خارطة الفعاليات الأدبية في العراق والمنطقة.
إقبال واسع على كتب الأطفال والعناوين العلمية
لوحظ اهتمام كبير من العائلات بجناح كتب الأطفال، حيث نُظّمت أنشطة موازية استهدفت الصغار، تضمنت ورش ترفيهية وتثقيفية. كما حققت كتب التنمية الذاتية والكتب العلمية حضوراً لافتاً، إلى جانب الإصدارات الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة.
انطباعات الزوار: دفء المعرفة يتغلب على برد الطقس
في لقاءات مع عدد من الزوار، عبّر كثيرون عن ارتياحهم لخيارات الكتب المتوفرة، مؤكدين أنهم وجدوا عناوين لم تكن متاحة في المكتبات المحلية، واعتبروا المعرض فرصة سنوية لا تفوّت.
قال أحد الزوار: نأتي رغم المطر، لأننا نعرف أن هذا المعرض يمنحنا ما لا نجده في أي مكان آخر، من تنوع في العناوين إلى فرصة لقاء الكتاب وجهاً لوجه.
يثبت معرض أربيل الدولي للكتاب يوماً بعد آخر قدرته على أن يكون مركز إشعاع ثقافي يتحدى تقلبات الطقس وأي معوّقات، عبر برنامجه الغني بالحوار، ووفرة عناوينه، وحفاوته بجميع الزوار. وبين زخات المطر ونبض الورق، تستمر رحلة المعرفة في أربيل.