“أهمية الأرشيف الإلكتروني في فهم القضية الكوردية”.. ندوة تبحث في توثيق الذاكرة ومواجهة التزوير


أربيل / المدى

في سياق الفعاليات الثقافية والفكرية لمعرض أربيل الدولي للكتاب بدورته السابعة عشرة، عُقدت ندوة مهمة بعنوان “أهمية الأرشيف الإلكتروني في فهم القضية الكوردية”، شارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين المختصين بالتاريخ الكوردي والدراسات الأرشيفية، وسط حضور نوعي من المثقفين والمهتمين بالشأن الكوردي.

ناقشت الندوة دور الأرشفة الرقمية في توثيق الذاكرة الوطنية الكوردية، ومواجهة محاولات طمس أو تحريف الحقائق التاريخية المتعلقة بالشعب الكوردي، في ظل التطور التقني وتسارع وسائل الوصول إلى المعلومات.

في مستهل حديثه، أشار الأكاديمي د. صادق حمه غريب إلى أن الأرشيف الإلكتروني لم يعد ترفاً معرفياً، بل أصبح ضرورة حيوية لحفظ الحقيقة الكوردية من التلاعب والنسيان. وقال:

“إن تاريخ الكورد زاخر بالأحداث والمآسي والبطولات، لكن معظم وثائقه متناثرة وغير منظمة، ما يُسهّل تزييفها أو تجاهلها. الأرشفة الرقمية تضمن بقاء هذه الذاكرة متاحة ومؤمنة للأجيال القادمة”.

ودعا إلى تبنّي مشروع مؤسساتي متكامل لتوثيق الوثائق والمراسلات والشهادات الشفوية بصيغة إلكترونية قابلة للبحث والرجوع.

أما الأكاديمية د. ژينۆ بختيار هاشم فقد أكدت على أن غياب الأرشيف الإلكتروني الكوردي يُضعف جهود الباحثين ويعيق الوصول إلى المصادر. وقالت في مداخلتها:

“كباحثة أكاديمية، كثيراً ما أواجه صعوبة في الوصول إلى الوثائق الكوردية الأساسية، لأن جزءاً كبيراً منها إما مفقود أو غير مفهرس أو لا يمكن الوصول إليه بسهولة. الأرشفة الرقمية هي مفتاح البحث العلمي الموضوعي”.

كما طالبت الجهات الأكاديمية والمؤسسات الثقافية بدعم المشاريع الرقمية التي تعنى بتجميع وأرشفة الوثائق المتعلقة بالقضية الكوردية.

من جانبها، شدّدت د. جنار نامق على أهمية إشراك الجيل الجديد في مشاريع الأرشفة الإلكترونية، قائلة:

“الجيل الجديد متصل بالتكنولوجيا ويملك أدوات التعامل مع العالم الرقمي، لكن من دون وعي ثقافي وتاريخي، قد يُضيّع هذه الأدوات في أمور هامشية. علينا أن نوجه هذا الجيل للمشاركة في حفظ الذاكرة الكوردية من خلال الأرشيفات الإلكترونية”.

ودعت إلى برامج تعليمية ومبادرات طلابية تشجع الشباب على الانخراط في مشاريع التوثيق الرقمي والتفاعل معها.

ومثّلت الندوة خطوة جديدة في طريق تعزيز الوعي بأهمية التوثيق الرقمي كأداة لحماية الهوية الكوردية وتثبيت حضورها في التاريخ المعاصر.

Scroll to Top