
أربيل / المدى
في اليوم السابع من معرض أربيل الدولي للكتاب، حيث تلتقي رفوف الورق بأفكار الزوّار، طرح (ملحق المدى) سؤالاً بسيطاً ومعقّداً في آن: هل نقرأ الكتب السياسية لفهم الحاضر أم لاجترار الماضي؟ سؤال تحوّل إلى مرآة عكست رؤى متنوّعة بين من يرى في السياسة بوابة للوعي، ومن يجد فيها تكراراً لعناوين مثقلة بالتاريخ.
بين أروقة المعرض، ستيڤيا طالبة اعلام تقول لـ(ملحق المدى): “أنا أقرأ السياسة لأفهم ما يدور من حولي، لا يمكنني مواكبة الأحداث من دون خلفية معرفية عن تاريخ القوى الفاعلة ومواقفها”. بينما ترى أم أوراس، وهي موظفة حكومية، أن “معظم الكتب السياسية تعيد سرد المآسي نفسها، كأننا لا نتعلّم منها شيئاً. لكنني رغم ذلك أتابع بعضها بحثاً عن بارقة وعي”.
من جهته، عبّر الشاب سيف أحمد عن اهتمامه بالسياسة بوصفها “أداة لتحليل الواقع”، مضيفاً: “أحب الكتب التي تبسط المفاهيم السياسية بلغة مفهومة، مثل كتاب كيف تفكر بأسلوب سياسي”. أما شيرزاد وهو متقاعد يزور المعرض سنوياً، يضيف: “السياسة في العراق كالحكايات المتوارثة، نقرأ لنعرف، لكن التغيير بطيء في الواقع ونحتاج لنهضة حقيقية ونأمل ان تكون من جيلنا القادم”.
نور حسن، بائعة في دار المدى، أكدت أن “الكتب السياسية تتصدر المبيعات هذا العام، خاصة كتاب “من دولة الاستبداد إلى استبداد الدولة” الذي جذب القرّاء بسبب لغته السهلة وارتباطه بواقعنا”.
بين الماضي والحاضر، يظلّ القارئ العراقي حائراً في فصول السياسة، لكنه لا يتوقف عن البحث عن إجابات.