الكاتبة السعودية بدرية البشر تتحدث عن «نتاج المرأة المثقفة والتحولات في المجتمع العربي»!


أربيل / تبارك عبد المجيد

استضاف معرض أربيل الدولي للكتاب الكاتبة والروائية السعودية د. بدرية البشر، في ندوة حملت عنوان: «نتاج المرأة المثقفة والتحولات في المجتمع العربي»، أدارها الشاعر أ. عمر السراي.

استهلت الجلسة بكلمة ترحيبية من ميسر الندوة، أكد فيها أن «معارض الكتاب ليست مجرد أسواق لاقتناء الكتب، بل هي فضاءات فكرية تتيح للمثقف أن يُعبّر عن رؤاه ويُسهم في رسم ملامح المستقبل. وتحرص مؤسسة المدى دوماً على أن تحلق بجناح عالٍ من الندوات النوعية، لتُبرز الدور الحيوي للمثقف وأثره في المجتمع».

في مستهل حديثها، عبرت د. بدرية البشر، التي تزور المعرض للمرة الأولى، عن إعجابها الشديد بفعالياته، قائلة: «المعرض يتميز بروح حقيقية وأصيلة هناك دفء وصدق في العلاقة مع الكتاب. الجمهور يبدو شغوفا ومحبًا للقراءة»، وأضافت: «أشعر أن أربيل مدينة دافئة، بطبيعتها الجميلة وأجوائها الإنسانية، وهي تجسد درسا في الشراكة والانسجام بين مختلف الأطياف».

وقد شبهت المدينة بـ»ملمح من نضال نيلسون مانديلا في سعيه للتقارب والالتحام الإنساني»، في إشارة إلى ما لمسته من تسامح وتنوع ثقافي في أربيل.

ثم قالت د. بدرية البشر إن «الكاتبة هي الأنثى، وهي الأم، وهي الرحم والنساء يربطن التاريخ ويبقينه حياً برفقة الرجال»، وأكدت ان «صوت المرأة ضروري، لأنه صوت الحب، وصوت القلب، وصوت الأم، وصوت الرحم. لكنها أيضاً قادرة أن تكون صوت العقل في اللحظات المصيرية».

وأضافت: «اليوم، استطاعت المرأة، من خلال حضورها، أن تضيف دوراً ملحميـاً في المشهد الثقافي والاجتماعي. القلب والعاطفة بينهما فرق فالقلب يملك عقلاً. والمرأة تمتلك العقل المفكِّر، الرزين، المنطقي، التحليلي، وهذا ما يظهر جلياً في الكثير من الأعمال الأدبيـة».

وتابعت: «في العديد من كتاباتي، خصوصاً في العمود الصحفي، كنت أُقدم صوت العقل والمنطق. العاطفة ليست ضعفاً كما يشاع في الوعي الجمعي، بل هي شعور نبيل، ومحرك إنساني عميق».

وعن قراءتها لمناجاة المرأة المثقفة، قالت: «تمر المجتمعات بتحولات وتحديات ليست سهلـة، وكان للرجل دور مهم في هذه التحولات، وقد ساهم هذا في توسيع دوائر المعرفة والانفتاح على الآخر. الرجل كان حاضراً دوماً، أما المرأة فتأخرت، بسبب تأخر دخولها ميدان التعليم، وبفعل القيود الاجتماعية والأعراف. لكن تجربة المرأة العربية، على تفاوتها، لها دور كبير في إيصال صوتها، وقد تجرأت على أن تكون صوتاً لكثير من النساء، رغم أن هذا الصوت غالباً ما لم يُستقبل برحابة صدر. إلا أن تلك الأصوات كانت هي البداية المُمهِّدة للتغيير الذي نراه اليوم».

تابعت بالقول:»أحداث التغيير لا يأتي من فراغ، بل يصنع عبر الكتابة، والإعلام، وحتـى الدراما؛ فهناك أعمال أحدثت ضجة، لأنها سلّطت الضوء على مجتمعات تقيد النساء، وتلك الأعمال كانت شرارة للنقاش والتغيير. وبيّنت د. بدرية البشر أن «السوشيال ميديا بالنسبة إلى جيلي كانت نموذجاً صادماً، إذ تحمل الكثير من التسطيح، وتعتمد بشكل كبير على الصورة لا على الكلمة. أعتقد أن جيلي أقل قدرة على التكيّف مع وسائل التواصل الاجتماعي، لكني في المقابل شهدت الكثير من الكاتبات الشابات المبدعات اللواتي استطعن توظيف السوشيال ميديا في خدمة كتاباتهن، ونجحن في الوصول إلى جمهورٍ أكبر مما قد يوفره الناشر تقليدياً. بل إن الناشر نفسه أصبح اليوم يتجه لاختيار هذه النماذج ذات الجماهيرية». وأضافت: «هذا يظهر أن لكل جيل أدواته وتحدياته، وجيلي سيظل يعاني من صعوبة التكيّف مع هذه التحولات المتسارعة، لكنه يواكبها قدر الإمكان»، وأكدت ان الجيل الجديد ذكي ويعرف كيف يوضغ التطور، ويملك وعيا أكبر من الأجيال السابقة، وأصبح يعرف كيف يقرأ من خلال الشاشات، وأكدت ام اهم قضية هو فقط الحفاظ على المعايير المهنية والأخلاقية.

Scroll to Top