
أربيل – علي زيتو
يشهد معرض أربيل الدولي للكتاب في نسخته السابعة عشرة، الذي يقام على أرض معرض أربيل الدولي، ذروة الحضور في أيام الجمعة، وسط توافد آلاف الزوار من مختلف مدن إقليم كوردستان وباقي المحافظات العراقية، في مشهد يعكس حجم الاهتمام الثقافي المتنامي لدى شريحة واسعة من المجتمع، لاسيما في يوم العطلة الرسمية.
ويُعزى هذا التزايد الملحوظ في الإقبال يوم الجمعة إلى عدة عوامل، أهمها كونه يوماً عطلة، ما يمنح العوائل والطلبة والموظفين فرصة مناسبة لزيارة المعرض دون التزامات مهنية أو دراسية. كما أن الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تُبرمج خصيصاً في هذا اليوم، مثل توقيع الكتب وندوات الكتّاب، تسهم في تعزيز الحضور.
نسرين علي، موظفة من السليمانية، قالت خلال جولتها في المعرض: “أحرص كل عام على زيارة المعرض، لكن الجمعة هي الخيار الأفضل دائماً، بسبب الفراغ من العمل، والأجواء الثقافية تكون أكثر حيوية، خصوصاً مع توقيعات الكتب واللقاءات المباشرة مع المؤلفين”.
كريم عبد الواحد، أستاذ جامعي من كركوك، أشار إلى أهمية المعرض كمحطة سنوية لعشّاق الكتاب، وأضاف: “الجمعة يوم مثالي للمجيء، نلتقي فيه بالأصدقاء ونشارك في ندوات فكرية، وألاحظ أن الناشرين أيضاً يستعدّون جيداً لهذا اليوم بالعروض والخصومات”.
هەرش أحمد، طالب جامعي من أربيل، قال: “نأتي كمجموعة من طلاب الجامعة كل جمعة، نعتبر المعرض مساحة للتنفس الثقافي، ونشتري الكتب التي نحتاجها للدراسة أو للاطلاع العام. أكثر ما يجذبنا هو تنوع العناوين والمشاركة الكبيرة لدور النشر”.
الطفلة شيلان حسن (10 أعوام) التي كانت ترافق عائلتها، عبّرت بطريقتها الخاصة قائلة: “أحب كتب الأطفال، وأبي يشتري لي كل سنة قصة جديدة من هنا. المعرض جميل وكبير جداً”.
من جهتهم، يؤكد عدد من الناشرين أن الجمعة يمثل يوماً مفصلياً في مبيعاتهم، حيث يشهد المعرض في هذا اليوم أعلى نسب البيع مقارنة ببقية الأيام.
ويبدو أن معرض أربيل الدولي للكتاب تحوّل إلى طقس ثقافي أسبوعي خلال فترة انعقاده، يعكس تفاعل المجتمع الكوردي والعراقي مع الفعل الثقافي، ويمنح الكتاب مكانته التي يستحقها، خصوصاً في يوم تجتمع فيه العائلة والثقافة تحت سقف واحد.