
أربيل / علي زيتو
ضمن الفعاليات الثقافية والعلمية المصاحبة لمعرض أربيل الدولي للكتاب في نسخته السابعة عشرة، عُقدت ندوة تخصصية تحت عنوان “المعلم كقائد: التطوير المهني والتعلم مدى الحياة”، سلطت الضوء على أهمية التحول في دور المعلم من ناقل للمعلومة إلى قائد تربوي وصانع للتغيير في المجتمع.
شارك في الندوة كل من د. أردەلان لطیف عبدالقادر، ود. ڕازاو ڕشید صبری، وأ.م.د. بان صباح يحيى، وأدار الجلسة د. هەوران عبدالله سعيد، الذي قدّم محاور متنوعة للنقاش تركزت على واقع التعليم في كوردستان، والتحديات التي تواجه المعلمين، والحاجة إلى تطوير مستمر في الأداء التربوي.
د. أردەلان لطیف عبدالقادر افتتح مداخلته بالتأكيد على أن القيادة التربوية تبدأ من الصف، مشيراً إلى أن المعلم هو الركيزة الأساسية لأي إصلاح تعليمي حقيقي، وقال: “لا يمكن بناء نظام تعليمي ناجح دون الاستثمار في المعلم، وتطوير مهاراته القيادية والتربوية باستمرار، فالمعلم اليوم لا يكتفي بتلقين المعرفة، بل يوجه ويدير العملية التعليمية نحو الأهداف الكبرى”.
من جانبها، شددت د. ڕازاو ڕشید صبری على أهمية التعلم مدى الحياة بالنسبة للمعلمين، وأضافت: “المعلم الذي يتوقف عن التعلم يفقد قدرته على الإلهام. نحن بحاجة إلى بيئة تعليمية تحفّز المعلم على مواصلة التطوير المهني الذاتي، من خلال الدورات، وورش العمل، والمشاركة في الأبحاث التربوية”. أما أ.م.د. بان صباح يحيى، فقد تناولت دور المعلم في القيادة الصفية والتأثير في المتعلمين، مؤكدة أن: “القيادة التربوية ليست مرتبطة بالإدارة فقط، بل تبدأ من تعامل المعلم مع طلابه. إذا شعر الطالب أن معلمه قدوة، فذلك هو الأساس في غرس القيم وتحقيق التحول الإيجابي داخل المدرسة”.
الندوة شهدت تفاعلاً واسعاً من الحضور، خصوصاً من العاملين في قطاع التعليم وطلبة كليات التربية، حيث تخللتها مداخلات وأسئلة تمحورت حول أدوات التطوير المهني، وتحديات المعلمين في ظل التغيرات التكنولوجية والمناهج الحديثة.
وفي ختام الندوة، اتفق المتحدثون على ضرورة ترسيخ مفهوم التعلم المستمر كجزء من الثقافة المهنية للمعلمين، وتعزيز دورهم القيادي في بناء جيل قادر على التفاعل مع متغيرات العصر.