مؤسسة المدى رائدة المعارض في العراق

مؤسسة المدى رائدة المعارض في العراق

  • 918
  • 2014/04/05 12:00:00 ص
  • 0

علي الموزاني&nbsp;<br /> بعد التحول الذي طرأ على العراق بعد صيف 2003 وانفتاح العراق على العالم بشكل مباشر وإمكانية تحقيق الأحلام التي كانت ميتة لدى الشعب العراقي بأجمعه انطلق الفرد العراقي بعد ذلك إلى تحويل أمنياته وأحلامه إلى حقائق يستطيع ان يطبقها على ارض الواقع بشتى الطرق والمجالات وبحرية تامة, ومن تلك الأحلام التي كانت تعيشها المؤسسات الثقافية والكتاب هي إقامة مهرجانات ثقافية وإعلامية للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم وتصحيح المسار الثقافي في العراق الذي كان مندك في توجهات السلطة وثقافتها فقط.<br /> انطلقت بعض المؤسسات والمعنيين بالشأن الثقافي بإقامة معارض الكتاب لتنوير هذا الشعب المحروم والمنقطع عن الثقافة العربية والعالمية في مختلف محافظات العراق بدأً بالبصرة وانتهاءً بأربيل، ورغم كل تلك الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بقامة تلك المعارض إلا أنتها لا ترتقي إلى مستوى الطموح ويداخلها الكثير من الأخطاء في العمل والضعف في الأداء وعدم المهنية والتضييق على الآخرين من ناحية عرض المنتج او منع أصحاب الفكر التنويري أو الإصلاحي من المشاركة في تلك المعارض التي تشرف على إقامتها مؤسسات دينية او سياسية، مما يشعرك ذلك الفعل بممارسة القمع والإرهاب الفكري الذي تمارسه السلطة الحاكمة على إدارة تلك المعارض وبالتالي تنعكس تلك التصرفات سلباً على المشهد الثقافي العراقي، ومن خلال تواجدي في اغلب تلك المعارض التي تقام في داخل العراق لاحظت الكثير من تلك السلبيات التي ترافق إقامة معارض الكتاب مع شديد الأسف وهو مؤشر ومنحدر خطير تمر به الحركة الثقافية في العراق مما يحتم على المثقفين والمعنيين بحرية الثقافة التصدي له ومواجهته بشتى أنواع الإصلاح والتغيير المشروع.<br /> وللأمانة فان معرض أربيل الدولي للكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى سنوياً يمثل الوجه الحضاري والثقافي ليس فقط للإقليم كما يراه البعض بل للعراق ككل وهو نافذة حرة وتواصل اجتماعي وثقافي لجميع الثقافات الفكرية فمن خلال مشاركتك في المعرض او تجوالك في أجنحته ينجلي لك بوضوح الهمة العالية والحرص المفرض من قبل إدارة المعرض على إنجاحه وإظهار المعرض بحلة يشعر من خلالها المشترك والمتبضع بدولية المعرض وبقيمة الكتاب وحرية النشر ويمتاز معرض أربيل الدولي للكتاب بعدة مميزات نلحظ منها, حرية النشر والتعبير وبمختلف أنواع التعبير عن المعتقد او الفكر او النقد وغير ذلك, ومنها التنظيم الرائع والمميز والجهود الاستثنائية التي تبذلها إدارة المعرض وبكل المجالات لإنجاح المعرض، ومنها الاهتمام الجاد من قبل الإدارة بمتطلبات واحتياجات دور والنشر والمتبضعين, ومنها الحرص على وجود الشخصيات الثقافية والأدبية في افتتاح المعرض من قبل المؤسسة والتي تبذل المؤسسة لأجل ذلك جهد استثنائي لتسهيل مهمة دعوة تلك الشخصيات من خارج العراق إلى المعرض سنويا, ومنها التجديد والإبداع السنوي في ما يخص تنظيم المعرض, وغيرها من النقاط المهمة التي ربما خفيت علينا.

أعلى