نادي   المدى     للقراءة يناقش رواية الجوع لـ(كانوت هامسون)

نادي المدى للقراءة يناقش رواية الجوع لـ(كانوت هامسون)

  • 893
  • 2016/04/09 12:00:00 ص
  • 0

اربيل / حسين رشيد<br /> استمرت فعاليات اليوم الثاني لمعرض اربيل الدولي للكتاب حيث عقدت جلسة لنادي المدى للقراءة لمناقشة رواية &quot;الجوع&quot; للروائي النرويجي (كانوت هامسون) الحاصل على جائزة نوبل للآداب 1920. افتتحت الجلسة بقراءة عدد من الاخبار التي تتعلق بالكتاب وشؤونه، وهمومه والتطرق الى الصراع الورقي الالكتروني والقرصنة. ومبادرة &nbsp;ناشط مصري قام بتوزيع 60 الف عنوان مجانا من اجل حث المواطنين في بلده على القراءة.<br /> &nbsp;بعدها استعرض مدير الجلسة وعضو نادي القراءة شيار شيخ أهم أحداث الرواية والتي تتحدث عن شخصية من مدينة اوسلو لا تحمل اسما معينا تعاني من فقر مدقع لدرجة انها لا تستطيع توفير كسرة خبز وتكافح طيلة حياتها من اجل سد رمقها. مضيفا: ان الكاتب حاول اسقاط شخصيته الحقيقية على الرواية فهو قد عاش تجربة مشابهة لما يدور في تلك الرواية من احداث.&nbsp;<br /> واسترسل شيخو في حديثه : كما ان شخصية بطل الرواية كانت ملحدة فحينما يضربها الجوع تبصق على السماء وتلعن كل شيء. وهذا ما يماثل الحياة التي عاشها الكاتب. مستدركا: ان الفكرة الفلسفية للكاتب هي ايصال رسالة فلسفية مفادها (عبثية الحياة) حيث يتخبط في فلسفة حياته لكن العبثية التي كان يعيشها ايجابية كما يرى شيخو.<br /> بعدها تحدثت استاذة الادب العربي في جامعة دهوك الدكتورة كوثر جبارة التي استعرضت احداث الرواية من جوانب عدة اهمها تحويل متن الرواية الى اعمال سينمائية حيث تم انتاج فلمين سينمائيين الأول: عام 1966 نرويجي بعنوان الجوع Sult بالانكليزية Hunger وهو من اخراج هينينغ كارلسين. والثاني: الفيلم الامريكي الذي اخرج عام 2001 والذي حمل كذلك عنوان الجوع وهو من اخراج ماريا غيسي. &nbsp;<br /> واسترسلت جبارة في حديثها: بدأ المؤلف روايته بتصوير مأساة البطل مع الجوع والفاقة والتشرد في مدينة أوسلو حيث عاش في غرفة على السطوح بسلم مكسور وأسمال لا تعدو كونها خرقاً بالية لا يغيرها على طول الرواية. مستشهدة بما ورد في السطر الأول من الرواية (( حدث هذا في تلك الأيام التي كنت فيها مشردا أتضور جوعاً في مدينة كرستيانا)). مضيفة: ولم يعطنا أية معلومات شخصية عن ذلك البطل من حيث أسرته وتعليمه وموروثه الثقافي والاجتماعي واتجاهاته السياسية لا بل يغيب في الرواية الاسم كذلك اذ لا يرد اي ذكر للاسم الحقيقي للبطل في الرواية باجمعها وهذا ما اضاف لها بعض الحيوية خصوصا فيما يتعلق بتسمية بطل الرواية الذي لم يمنح له الكاتب اسما في النص. لكن مخرج العمل النرويجي منحه اسما يتكون من حرفين يدلان على شخصية الكاتب وهما (كي و بي).<br /> وبشأن غياب اسم الشخصية المحورية في الرواية ذكرت الناقدة: ان عدم تحديد اسم معين انما يحيلنا الى لازمكانية الشخصية فمن الممكن ان تكون في اي زمان واي مكان فضلا عن انها ليست فردا بعينه انما هي كل جائع. مسترسلة: بهذا الشأن يشير الدكتور عبد الوهاب الرقيق الى ان عدم التسمية له دواع في العمل الادبي منها اما جهل الروائي بالاسم -وهذا مستبعد غالبا- أو ان الشخصية غير المسماة انما هي على هامش الحدث ولا تسهم اية اسهامة في العقدة الروائية بصورة مباشرة. مردفة: وهذا ما لا يصح بطبيعة الحال على بطل الرواية وشخصيتها الرئيسة الوحيدة كما هو عند هامسون، او انه ،اي الاسم، لا دلالة له ولا يؤثر على مسار الاحداث الروائية ولا في معانيها وهنا يتخلى الروائي عن تحديد اسم معين للشخصية.<br /> وترى جبارة: ان الاهتمام بالزمان كان واضحا جدا في الرواية وتبعا لها اتضح الاهتمام بالزمن في الفيلم/1966 اذ يمكننا في الرواية ان نعد أيام الرواية والاحداث المنفصلة التي تجري كل يوم. مشددة: لا بل يرصد الراوي/الشخصية تحركاته بالساعات واجزائها في بعض الأحيان ويعبر عن ذلك بصورة مباشرة في سرده للأحداث من خلال دقات الساعة أو النظر إليها أو في مرة سؤال الشرطي عنها فضلا عن تحديده للشهر (مايو-أيار) والفصل (الخريف) الذي تقع فيه الاحداث وتحديد نهارات وليالي الايام التي تمر على البطل ويعيش أحداثها، ونجد في الصفحات الاولى تركيزا ملفتا للنظر للاشارات الى الزمن منذ الاسطر الاولى اذ يقول الراوي/البطل.<br /> واضافت استاذة الادب العربي: ان الراوي اعتمد ضمير المتكلم في رواية الاحداث من الكلمة الاولى حتى الاخيرة، فهو يروي أحداثه الشخصية فهو راو وفي الوقت نفسه هو شخصية من الشخصيات القائمة بالفعل داخل الحكي، فتمارس التبئير والحكي معاً.<br /> وانتقدت حذف تفاصيل عديدة من الرواية بعد تحويلها الى اعمال سينمائية ومسرحية نتيجة تشذيبها من قبل المخرجين الذين قدموا تلك الاعمال مما افقدها جزءا من واقعيتها كون حجم الرواية يصطحب المخرجين الى احداث عديدة وهذا ما يجعل العرض مطولا. مؤكدة: ان نقطة التحول والتي اثرت في القارئ والمتابع على حد سواء تتمثل بالصراع الحاصل بين الخبز والمعرفة حيث يقف بطل الرواية حائرا في مرات عديدة لمن يعطي الافضلية لقطعة الخبز التي يسكت بها جوعه او لشمعة من اجل ان يقرأ ويكتب على ضوئها في تلك الليلة رغم انه لا يملك ثمن الاثنين.&nbsp;<br /> هكذا صور كانوت بطل الرواية الذي فضل الشمعة على قطعة الخبز وهذا ما جعل الشخصية تؤثر في نفوس المتلقين اراد من خلال ذلك ايصال رسالة بأن الجوع لا يمكن ان يقف بوجه المعرفة مهما كانت قسوته. حملة من المداخلات والاسئلة تبعتها اجابات ختمت الجلسة التي شهدت حضورا مكثفا.

أعلى