ماجد الحيدر: تحية لكل  من يقتطع من خبزه  ليضيء عقله!

ماجد الحيدر: تحية لكل من يقتطع من خبزه ليضيء عقله!

  • 919
  • 2016/04/13 12:00:00 ص
  • 0

اربيل / حسين رشيد<br /> له باع طويل مع القراءة والكتاب وذكريات عديدة طالما حدثنا عنها، ولم يتوقف عند حد فبعد ان فقد مكتبته الورقية بسبب اعمال العنف واضطراره لترك منزله في شهربان عاد واسس مكتبة ورقية اخرى في مدينة دهوك مع مكتبة الكترونية تضم الاف الكتب، واستمر بمشروع الكتاب والقراءة حتى انشأ صفحة على الفيسبوك بعنوان &quot;كتب كتب&quot;. الشاعر والمترجم ماجد الحيدر حضر برفقة وفد ادباء دهوك الى معرض اربيل للكتاب الذي وصفه الحيدر بالتظاهرة الكبرى والذي أصبح تقليداً راسخاً ومتواصلاً ومهرجانا حقيقيا لنشر الوعي بالكتاب وأهميته وتجديداً سنويا للعقد التاريخي بين الانسان والكتاب.<br /> <br /> عشرات الآلالف من العناوين<br /> الحيدر اعتبر ان وجود المعرض بحد ذاته وبهذا الإقبال الواسع سواء من قبل دور النشر أو من قبل القراء والزوار وفي هذا الظرف الأمني والاقتصادي الصعب والتوقف الطويل لصرف رواتب موظفي الاقليم هو في حد ذاته نجاح رائع يحسب لمنظميه والقائمين عليه.<br /> وبشأن العناوين والاصدارات التي ضمتها اجنحة واروقة المعرض بيّن الحيدر ان المعرض ضم عشرات الآلاف من العناوين بثلاث لغات رئيسية هي العربية والكردية والانكليزية علاوة على العديد من اللغات الأخرى، ولم يشهد المعرض حالة منع لكتاب كما نسمع في أغلب (إن لم يكن جميع المعارض الشرق-أوسطية).&nbsp;<br /> لقاءات ومناقشات<br /> الكثير من زوار وضيوف المعرض اشادوا بالتنظيم ومن بينهم الحيدر الذي عبر فرحه بالتنظيم الجيد جيداً مثلما وصفه وبتنوع عناوين الكتب في مختلف الاختصاصات والاهتمامات وكانت لكتب الأطفال حصة لا بأس بها من الاهتمام. كما اشار إلى ايجابية اخرى متمثلة بالندوات واللقاءات والمناقشات التي ساهمت فيها نخب من المثقفين والمفكرين وذوي الاختصاص. مضيفا: إن هذه كلها نقاط تحسب له، بغض النظر عن بعض التفاصيل الصغيرة أو المآخذ والملاحظات التي سجلها البعض (وهي لا تخلو من فائدة وأهمية، ولا شيء منزه عن النقصان والمآخذ).<br /> كلاسيكيات الادب<br /> للكتاب مكانة خاصة في نفس الحيدر فهو احد مرتادي المكتبات ومعارض الكتب منذ سبعينات القرن الماضي حيث ذكر بهذا الصدد: أستطيع أن أقول بكل ثقة بأن آخر مرة شهدت فيها معرضا للكتاب بهذا الحجم والتنوع تعود الى منتصف الثمانينات واعني معرض بغداد الدولي للكتاب في دوراته الأولى مع الاخذ بنظر الاعتبار ان ذلك المعرض وقفت خلفه دولة بكل امكانياتها ممثلة بوزارة الثقافة والاعلام في ذلك الحين. لافتا إلى أن طبيعة المعروضات لم تخل من تدخل الرقابة الحكومية؛ فلم يكن أحد من الناشرين ليغامر بجلب وعرض كتب الأدبيات الماركسية أو الشيعية أو القضية الكردية أو أي كتاب تشم منه رائحة انتقاد لفكر البعث أو ممارسات السلطة الدكتاتورية.&nbsp;<br /> كما ذكر الحيدر بسخرية مريرة : &quot;أننا حين رغبنا باقتناء بعض كلاسيكيات الأدب الروسي المطبوعة في دار التقدم طلب منا أن ندون في استمارة خاصة اسماء تلك الكتب مع اسمائنا الثلاثية ومحل عملنا وسكننا وارقام هواتفنا &quot;لكي يتسنى لإدارة المعرض تلبية الطلبات عليها في المعرض القادم!&quot;.<br /> اضاءة العقل<br /> قبل إن يهم الحيدر بتوقيعه لي كتابه (الملاك الالثغ الصغير) الصادر عن دار الامل الجديدة المشاركة في معرض اربيل ، بيّن إن مؤسسة المدى نجحت بجهود كل العاملين فيها ابتداءً بالأستاذ فخري كريم مروراً بخلية النحل الشبابية الرائعة فيها وحتى أصغر عامل خدمات حافظ على رونق المعرض ونظافته، وبمساعدة الدعم الكبير من حكومة الإقليم بأعلى مستوياتها، في تحقيق ما عجزت عنه حكومات الفساد والمحاصصات الطائفية حاملة لواء المشاريع التجهيلية والظلامية التي أهدرت المليارات من ثروات الشعب دون أن تقدم صفحة بيضاء واحدة يمكن أن يذكرها تاريخ الثقافة العراقية! خاتما: تحية للمدى، تحية لأربيل ومعرضها وتحية لكل من يقتطع من خبزه &nbsp;ليضيء عقله!

أعلى