ندوةٌ حواريّة عن فورة الرواية العراقية ما بعد التغيير 2003 ومكانتها في العالم العربي

ندوةٌ حواريّة عن فورة الرواية العراقية ما بعد التغيير 2003 ومكانتها في العالم العربي

  • 1022
  • 2017/04/10 12:00:00 ص
  • 0

 أربيل / علي البيدر<br />  عدسة / محمود رؤوف<br /> بعد أن أصبحت الرواية أكثر أنواع الأدب شيوعاً بين القرّاء والمتذوقين للفنون الأدبية التي اخذت تتراجع أمام هيمنة هذا النوع، لتصبح العنوان الأبرز في قائمة الإصدارات الثقافية، فيما بات كتّابها نجوماً ليس في عيون قرّائهم فحسب، وإنما في نظر المجتمعات التي يعيشون فيها، حلّق البعض منهم فوق سحب الشهرة مخترقاً حاجز المحلية.&nbsp;<br /> كثيرةٌ هي الأقاويل التي استهدفت هذا النوع من الأدب الذي أصبح حديث الساعة بعد أن حققت إصداراته الرقم (1) في عالم النشر والتوزيع، سيما في العراق لأسباب عديدة، منها الواقع الذي يعيشه البلد اليوم، جعل كثيرين، يفتحون أشرعتهم في أعالي بحار الخيال، باحثين عن عالم أكثر سكينةً من واقعهم المضطرب، كما يشير ناقد. فيما يرى آخر، أنَّ مقدار الوجع العراقي لا تستطيع ترجمته أي من انواع الأدب الأخرى فاسحةً المجال للرواية بأن تكون في الصدارة .<br /> فورة الرواية العراقية ما بعد 2003 ومكانتها في العالم العربي، أحد المواضيع &nbsp;الجلسة الحوارية، التي أدارها الروائي نجم والي، مستضيّفاً الروائيين عبدالله صخي وعلي بدر، حيث قدّم الضيفان نبذة مختصرة عن واقع الرواية العراقية اليوم، ومدى إمكانية تطويره بما يتلاءم مع ما يحتاجه المتذوّق لهذا النوع الأدبي، محتفظين بالمهنية والسياقات الخاصة بالكتابة في اللون الأدبي الحديث. مشيرين الى حدوث قفزة نوعية في عالم الرواية العراقية بعد العام 2003 نتيجة لانفتاح البلد على آفاق واسعة من المعرفة، كما تحدث عن مشاريعهما الروائيّة وكتاباتهما التي تختلف من كاتب لآخر، فعبد الله صخي، على مدار تجربته الكتابية التي تمتد الى نحو ثلاثة عقود، أصدر خلالها ثلاث روايات تُعد ثلاثية، فيما قاربت إصدارات علي بدر الـ13 رواية منذ عام 2003.<br /> &nbsp;اسئلة ومداخلات كثيرة طرحت خلال الجلسة، أجاب الضيفان عن التالية منها :<br /> س / هل تعتقد أن فورة الروايّة العراقية هي ظاهرة سلبية في عالم الأدب العراقي؟<br /> ج / عبدالله صخي: على العكس، أن تسيّد الرواية للمشهد الأدبي، هي ظاهرة ايجابية تشير الى أن هناك حراكاً معرفياً وثقافياً يغذّي المجتمع أخذ صداه يصل الى الشارع ويعمل على استنهاضه، وتلك الظاهرة حدثت في جميع البلدان التي كانت تحكمها الدكتاتورية، سيما في اميركا الجنوبية، مما أعطى الكتاب مساحة واسعة من الحرية لإعادة بناء المجتمع وفق ما يعتقدونه بعد أن كانت الطبقات الرديكالية تعمل على هدم قيمه الحضارية والثقافية .<br /> س / كيف أثرت تجارب المنفى والاغتراب في حياة الكاتبين العراقيين؟<br /> ج / علي بدر: إن مفهوم المنفى قد تغيّر من الزمن السابق الى الزمان الذي نعيشه. ففي ما مضى كان المُبعد عن وطنه، يعيش صراعات مريرة مع ذاته باحثاً عن وطنه في كل ما يصادفه، أما الآن فقد تغيّر هذا المفهوم، واصبح جغرافياً فقط، وإن كان الشخص بعيداً عن وطنه، إلا أنه يعيش معظم تفاصيل الحياة من خلال التطور في وسائل الاتصال والتواصل التي اتاحت له معرفة ما يدور أولاً بأول، أما عن تجربة المنفى على الصعيد الثقافي، فقد أضافت لي الكثير عبر التعرّف على ثقافات جديدة والاحتكاك بها واقتباس كل ما يسهم في تطوير إمكاناتي .<br /> ج / عبدالله صخي: تجربتي مع المنفى والتي ابتدأتها منذ العام 1979 &nbsp;كانت حافلة بالخوف الذي لم ينجلي حتى العام 1991 لأدخل في حالة سكون مطلق بعد ذلك مكنني من إعادة بناء المجتمع على الورق محاولاً إصلاح ما يمكن اصلاحه من خلال ما أكتب .&nbsp;<br /> س / لماذا تأخر عبدالله صخي في كتابة الرواية بالرغم من دخوله عالم الكتابة في فترة متقدمة من حياته ؟<br /> ج/ استغرق التفكير في كتابة هذا النوع من الأدب وقتاً طويلاً، فهو فن يحتاج الى تأمل وخيال واسع، ولم استطع استحضارهما في تلك الفترة، ولكن عندما حانت الفرصة المناسبة، ودّت نفسي أن اكتب بلا تردد ؟<br /> س/ لماذا كتبت الرواية؟<br /> ج / علي بدر: المساحة الموجودة في الرواية شاسعة جداً، فهي تجيب عن مجموعة تساؤلات، لا يمكن لأي نوع من الأدب الاجابة عنها حتّى القصة لايمكن أن تجيب عما أجابت عنه الرواية، اضافة الى أن الرواية تكتب ما لم يستطع الواقع كتابته .<br /> س/ كيف يمكن للرواية كتابة نصوص مختلفة عما كتبه التأريخ؟&nbsp;<br /> ج / علي بدر: الرواية اسهمت في تغيير واقع ومفهوم مجموعة من العلوم الانسانية، كما أن لها القدرة على استفزاز الذاكرات المستقرة التي بنتها الايدلوجيات السياسية، لتسرب الى القارئ أفكاراً جديدة، تمكنه من تغيير وجهات النظر تجاه مختلف القضايا.<br /> س / هل تعتقد أن هناك روائيين يكتبون للحصول على الجوائز التي غزت المحافل الثقافية وليس لأي هدف آخر؟ &nbsp; &nbsp;&nbsp;<br /> ج / عبدالله صخي: الجوائز والمسابقات الثقافية والأدبية هي عوامل محفّزة للطاقات والأقلام تعمل على شحذها وبثِّ روح المنافسة لتقديم كل ما هو أفضل، لكن للأسف، إن بعضاً من هذه الجوائز لا يتبع معايير مهنية في اختيار الفائزين، وإنما وجدت لأهداف سياسية تروّج لايدلوجية معينة، الأمر الذي افقد تلك الجوائز سمة النجاح.&nbsp;<br /> س/ الإعلامي عماد الخفاجي: هناك مسميات أدبية معينة جعلت الروائي يسير بها أسهمت في تكبيله الى حد ما؟<br /> ج / نجم والي: لا يمكن حصر الكتاب في مدرسة معينة أو تحديده في مسمّى ما.&nbsp;<br /> س / المرواتي عمار احمد: ماهي خصوصية علي بدر في الكتابة؟<br /> ج/ أنا أعمل على تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن الشخصية العراقية ورسم صورة جديدة عن واقع مغاير لما أشيع عنه.<br /> س / فخري كريم: إن المساحة التي أخذتها الرواية، طغت على الفنون الأخرى، على الرغم من تأثير تلك الفنون كالسينما والدراما التي يمكن أن يكون تأثيرهما أكبر على الواقع، بسبب اقتحامهما لأكبر عدد ممكن من الجمهور، فيما تكافح الرواية للوصول الى أعداد معينة من&nbsp;<br /> القرّاء .<br /> ج / علي بدر: قدرة الرواية على التغيير جعلها تحتل هذه المكانة من الاهتمام، فالرواية لها قدرة أكبر من التلفزيون والسينما على تغيير الواقع، كونهما ذات تأثير وقتي، لكن تأثير الرواية، يعيش في نفس القارئ لمدة اطول، إضافة الى ميزة الرواية الأخرى التي تعد كتاباً و لا وجود لعمر محدّد للكتاب .<br />

أعلى