الجوائز الأدبية وأثرها على النتاج الإبداعي في ندوة حواريّة

الجوائز الأدبية وأثرها على النتاج الإبداعي في ندوة حواريّة

  • 1101
  • 2017/04/11 12:00:00 ص
  • 0

 أربيل / المدى<br />  عدسة / محمود رؤوف<br /> <br /> ضمن المنهاج الثقافي المصاحب لفعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، اقيمت جلسة حوارية لمناقشة حملت عنوان (الجوائز الأدبية وأثرها على النتاج الإبداعي) أدارها الروائي الجزائري سمير قسيمي، تحدث فيها كلٌ من الروائي العراقي علي بدر، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، قسيمي افتتح الجلسة بسؤال الكاتب الكويتي عن الحراك الذي اقامته الجوائز والمسابقات الأدبية، حيث اجاب السنعوسي: أن الجوائز الابداعية التي تمنحها بعض المؤسسات، أسهمت في إحداث حراك على مستوى الإصدارات الأدبية، إلا أنها أسهمت الى حد ما، في قتل ملكة الابداع لدى بعض الكتاب الذين اصبحوا يكتبون لتلك الجوائز وليس لشيء آخر .<br /> وعن الإشكاليات الموجودة في الجوائز العربية، قال علي بدر: إن الثقافة العربية بشكل عام، تعطل فيها النقد البنّاء قياساً بالإبداع، اضافة الى آثار المدارس النقدية الحديثة التي تعمل في اطار اكاديمي بحت عملت على تراجع النقد وتحويله الى عمل ميكانيكي جامد، مضيفاً: لاتوجد حركة نقدية موازية للحركة الابداعية، لافتاً الى تأثير عدد من العوامل في تلك الجوائز، ومنها السياسية والإقليمية، اضافة الى العامل الشخصي، والتي أدّت الى فوز كتاب لا يرقى لمستوى تلك الجوائز .<br /> وفيما يخصُّ هدف منح الجوائز للكتاب، قال بدر: إن الأدب يسهم في رفع القيم الانسانية، وبالتالي يجب تشجيعه وخلق روح المنافسة بين الكتاب، مشيراً الى أن هناك سببين للمكافأة هما: تعديل الاحترام الوضعي. والبحث في سجلات اللغة ، موضحاً أن الجوائز العربية تعطى للأعمال التي تنال ثقة الجمهور، وهذا ما يبعدها عن رأي النقّاد وهو الأهم من إرضاء تلك الرغبة .<br /> وعن ماهية تأثير ازدياد الأعمال الروائية في ذوق القارئ والبحث عن جمهور أوسع من قبل الكتاب، قال السنعوسي: في تجربتي الشخصية، اصبحت أكتب للقارئ وأعمل على ارضائه بكل الوسائل، لكنني لم اكن مهتماً بالمسألة المادية التي أجدها مزعجة لي .&nbsp;<br /> وبشأن ترجمة الرواية العربية ومعضلاتها: ذكر بدر أن العامل المادي هو عامل أساس لدور النشر الأجنبية التي استقطبت في بادئ الأمر، مجموعة من الكتّاب والمؤلفين العرب وفق شروط صعبة، الا انها اليوم، بدأت في استحداث اقسام للغة العربية وتعيين محررين فيها يعملون على استقدام الأعمال العربية من خلال القائمة القصيرة لتلك الجوائز .<br /> الكاتب الكويتي، لفت الى أن ترجمة الأعمال الأدبية للغات المختلفة، لا يدل على نجاح تلك الأعمال، وإنما تعد ترجمة لغرض الترجمة، لا اكثر، فإن لم تكن قادراً على اقتحام القارئ بعملك، فلا فائدة من تلك الترجمة، مشيراً الى أن، هناك الكثير من الكتّاب الذين وقعوا بما يسمّى وهمُ الترجمة، حيث خيّل لهم، انهم وصلوا للعالمية، من خلال ترجمة اعمالهم، إلا أنهم لا يزالوا مغمورين في المحيط المحلي .<br /> وفيما يخصُّ وجود قصور أو فساد في لجان الجوائز، قال بدر: إن هناك قصوراً وفساداً كبيرين في اللجان المشكّلة لاختيار تلك الجوائز، لكن هذا لا يمنع من وجود لجان مهنية .<br /> المداخلات&nbsp;<br /> س/ هل يمكن التطرق لمسألة البدون بشكل اوسع في أعمالك المقبلة؟<br /> ج / سعود السنعوسي: من الممكن التطرق لموضوع البدون في الأعمال المقبلة، لكن ليس بشكل مباشر، كون ان تلك المسألة تم التطرق لها بشكل كبير من قبل عدد من الكتّاب الكويتين .<br /> س / هل أن قبول الآخر يعني ازاحة الذات ؟<br /> ج / علي بدر: إن الكتابة عن الاقليات والأزمات مسألة لا تتم في العالم العربي وحسب، بل ان العالم الغربي يكتب عنها، حيث تم اطلاق مصطلح (الاعتراف الوصفي للأقليات ) لكن ما نراه اليوم، ان الجوائز العربية ذهبت بهذا الاتجاه .<br /> ج / سعود السنعوسي: إن قبول الآخر لا يعني نكران الذات، بل علينا العمل على أن نكون في نفس الدرجة &nbsp;مع الآخر والانطلاق منها لكن ذلك لايمنع من المصارحة ومكاشفة النفس في الأعمال الأدبية .<br /> الروائي جابر خليفة جابر، وبعد أن عرض كلٌ من المشاركين آراءه تجاه سؤال مركزي قدمه الاستاذ قسيمي بالقول، هل الجوائز نعمة للرواية العربية أم نقمة؟ ذكر في مداخلة، أن لكل جائزة مموّلين وأهدافاً، وانطلاقاً من القول إن، الجوائز العربية خاصة الخليجية المعروفة كتارا وبوكر، تدعو الى الحوار مع الآخر والقبول به، تساءلت هل يعني قبول الآخر ومحاورته التخلّي عن الذات وإزاحتها؟ وهل هي صدفة محض أن تشترك عدّة روايات فائزة بالبوكر العربية مثل (دروز بلغراد وساق البامبو وطشاري وفرانكستاين ويا مريم) بعلامة واحدة، وهي عرضها لمعاناة أقلية مسيحية وسط محيط مسلم يضخها في الشرق العربي؟<br /> وكان رد الروائي علي بدر: اعترف أن هذا الأمر موجود، وإن الحديث عن اليهود يساعد في الفوز بالجوائز العالمية حتّى لروايات ضعيفة، وذكر أن احدى رواياته رشّحت لجائزة مهمة، لأنها تحدثت عن شخصية يهودية. ومما ذكره أن تناول الأقليات أمر طبيعي، لكن أن يكون فرصة لاقتناص الجوائز، فهذا غير&nbsp;<br /> صحيح .<br /> فيما قال الروائي سعود السنعوسي إنه لم يكن ملتفتاً الى هذا التشارك مع الآخرين الفائزين بالبوكر بموضوعة الأقلية المسيحية المضطهدة وسط المحيط الاسلامي الشرقي، لكنه وجد أمراً سلبياً في مجتمعه، فاشتغل عليه ورفض أن يؤدي قبول الآخر والحوار معه الى الانسلاخ عن الذات أو<br /> إزاحتها .<br /> وتطرّق الروائي برهان الشاوي الى اشكالات التحكيم وادارة الجوائز وكيف تُمنح، ومن أهم ما ذكره أن رواية واسيني الاعرج الفائزة بجائزة كتارا، تستخدم الفيس بوك للحديث عن العشرية السوداء في الجزائر في التسعينات، والمعروف أن الفيس بوك بدأ استخدامه منذ سنة ٢٠٠٤ ووصف هذا بالفضيحة.. مضيفاً: لو تحدثنا عن الجوائز العربية، فإننا نجد انفسنا نتحدث عن الجوائز الخليجية لا أكثر، فجائزة الشيخ زايد تمنح للكتاب والشعراء في آن واحد، فكيف يمكن لناقد أن ينقد الشعر والنثر معاً، اما جائزة كتارة، فتعطى لأعمال غير منشورة من يضمن أنها تصلح للفوز، وفيما يتعلق بالكتاب، فنجد أن البعض منهم اصبح يكتب لأجل الجائزة لا أكثر.<br /> فيما ذكر الشاعر كريم جخيور قولاً للقاص الراحل محمود عبد الوهاب مضمونه، أن الجائزة عبارة عن رأي لثلاثة حكام أو أكثر .<br />

أعلى