معرض أربيل للكتاب يناقش تحديات النشر والترجمة في العالم العربي

معرض أربيل للكتاب يناقش تحديات النشر والترجمة في العالم العربي

  • 1161
  • 2017/04/12 12:00:00 ص
  • 0

 اربيل / المدى<br />  عدسة / محمود رؤوف<br /> <br /> لم يكن معرض اربيل الدولي للكتاب بدوراته المختلفة مكانا لعرض الكتب وبيعها للمقتنين فحسب وإنما كان محفلا لطرح مجموعة كبيرة من الموضوعات السياسية والاجتماعية والفكرية ومحاولة تقديم مايسهم في معالجة الاشكاليات الحاصلة فيها . الترجمة إحدى الموضوعات التي حملها المنهاج الثقافي للدورة الثانية عشر من المعرض في جلسة حضرها مجموعة من المهتمين بالترجمة حملت عنوان ( الكتاب العربي: تحديات الترجمة والنشر) أدارها الكاتب والاعلامي برهان الشاوي الذي قدم نبذة مختصرة عن الضيفين واصفا إياهما بأن لهما باعا كبيرا في إثراء الساحة المعرفية بنتاجات سطرتها اقلامهما في مجال الترجمة . المترجم عبدالله حبه والباحث والمترجم فالح مهدي.<br /> <br /> أهمية الترجمة والاستفادة<br /> &nbsp;من التجارب<br /> &nbsp;حبه تحدث عن مجموعة من المعوقات التي تقف أمام عمل المترجم منها عدم اهتمام دور النشر في العالم العربي بما يترجم &nbsp;إضافة الى الابتعاد عن التواصل من النتاجات المترجمة من قبل المتذوق . وبشان اهمية الترجمة &nbsp;ذكر حبه : أن الترجمة مشروع انساني توعوي من خلاله يتم التعرف على تجارب الشعوب والاستفادة منها وتطبيق كل ما يتناسب مع الواقع . مشيرا الى أن في السابق كانت هناك مشاريع دعم ورعاية للترجمة الى اللغة العربية ولاسيما في العراق التي بدأت منذ تأسيس دار الحكمة في العصر العباسي حتى مراحل سابقة من العقود الماضية لكن هذا الدعم انحصر في وقتنا الحالي في اعمال محددة تخضع لاجندات معينة . لافتا الى ان الاعوام التي تلت ثلاثينيات القرن الماضي شهدت نتاجات معرفية وادبية اثرت التجارب العربية وعززت من امكانياتها نحو التطور .<br /> واشار حبه الى ان الجانب المالي عامل رئيسي في تقهقر مكانة الاصدارات المترجمة للغة العربية وضعف الامكانيات المالية للمترجمين وعدم وجود رعاية للاعمال التي يعكفون على ترجمتها. مشيرا: الى ان دور النشر تهتم بالجانب الربحي من القضية دون الاكتراث للتأثير المعرفي للنتاجات المترجمة معرجا على تجربته الشخصية في هذا المجال فهو لم يجد مؤسسة نشر ترضى بترجمة اعماله الا وفق شروط تضعها دور النشر بما يتلاءم مع ما تراه مربحا .<br /> <br /> 23 الف كتاب للعربية 5 منها<br /> وفي معرض حديثه عن الاهتمامات بالترجمة في العالم العربي &nbsp;ذكر المترجم العراقي المقيم في روسيا عبدالله حبه : ان الحكومات والمؤسسات الثقافية العربية لا تعطي الترجمة المساحة الكافية من رصيدها مما أدى الى &nbsp;انحصار اعداد الاصدارات المعرفية المترجمة بكافة توجهاتها حتى وصلت الى (5) الاف في العام 2015 بحسب ما اشارت اليه احدى المؤسسات التابعة للجامعة العربية والمهتمة في هذه الشأن. &nbsp;مضيفا: في حين وصل عدد الاصدارات المترجمة الى العبرية في دولة اسرائيل وحدها الى ( 18 ) الف عنوان وهذا ما يوضح الفرق الشاسع بين دولة يصل تعداد سكانها الى (8) مليون نسمة وبين عشرات الدول التي تشكل ما يفوق الـ (400) مليون نسمة .<br /> <br /> الترجمة من الروسي&nbsp;<br /> وعن تجربة حبه مع الترجمة من الروسية قال : ان التعرف على الادب الروسي تم عبر لغات اخرى افقده سحره و جماليته لكننا بعد التعرف عليه مباشرة وجدناه ادبا عميقا يصعب ترجمته بسهولة فبعض المصطلحات لا يمكن ايجاد بدائل لها في اللغة العربية مثل كلمة (داجا ) التي تعني البيت المخصص للاصطياف في الريف . مشيرا: الى ان انهيار الاتحاد السويفيتي اسهم في ترجمة الاعمال التي تحفظت على نشرها المؤسسات الرقابية وبقيت حبيسة الادراج المكتبية لفترات طويلة . لافتا : الى استحداث لجنة عليا لترجمة مجموعة من الاعمال الروسية الى مختلف اللغات ومنها العربية . وعن طبيعة الولوج في عالم الادب الروسي حديثا ذكر حبه : ان المعرفة في الادب الروسي الحديث لا تزال تجربة ناقصة بسبب الابتعاد في التعرف على ادباء روس جدد بسبب قلة او انعدام الترجمة لاعمالهم مما جعل هذه التجربة غير مكتملة .<br /> <br /> تأثير السياسة على الترجمة<br /> في معرض اجابة الضيف عن تساؤل مدير الجلسة حول تأثير السياسات التي تتبناها الحكومات على واقع الترجمة ولاسيما في ما يتعلق باللغة الروسية . افاد حبه : ان اغلب الجهات الحكومية تتبع سياسات صارمة مع قضية الترجمة وهذا ما نجده في الاتحاد السوفيتي حيث كانت عملية النشر تتماشى مع سياسة الحزب الحاكم التي احدثت شرخا كبيرا في عملية الاصدارات المعرفية حيث كانت تقوم بتغيير النصوص التي تراها غير مناسبة مع تلك السياسات المتبعة لاكثر من عشر مرات وهذا ما ازعج الكتّاب وجعلهم يعزفون على نشر ما يكتبون الامر الذي انعكس سلبا على واقع الكتب المترجمة من الادب الروسي الى اللغات المختلفة ومنها العربية .<br /> <br /> تجربة الترجمة مع الفرنسية<br /> يعد الشارع الثقافي الفرنسي ان الترجمة هي خيانة للغة ، لكن هذه الخيانة هي خيانة عظيمة رائعة كما قال المترجم د. فالح مهدي الذي اشار الى ان الترجمة هي احدى ابواب التواصل مع العالم الاخر عادّا اياها بالعملية الابداعية وليس مجرد نقل كلمات وتحويلها الى لغة جديدة فحسب . مؤكدا وجود صعوبة كبيرة في ترجمة المفردات الفرنسية &nbsp;التي غالبا ما يخطأ المترجمين المبتدئين في نقلها الى لغات جديدة وبالتالي يقومون بعكس هدف الجملة وليس الترجمة الركيكة فقط .<br /> <br /> المداخلات&nbsp;<br /> س/ كيف يمكن اختيار الأعمال المترجمة<br /> ج / عبدالله حبه: إن المترجم كأيّ صاحب مهنة اخرى يخضع لرغبات المؤسسات المستفيدة و الجمهور على حد سواء . ففي السابق كانت هناك دار نشر مهتمة بالترجمة من الروسية . تعرض على المترجم مجموعة من العناوين ليقوم بترجمتها . وهنا لابد من ذكر ان المدى احدى المؤسسات المهتمة بالترجمة حتى باتت الترجمة احدى سياسات دار المدى الهادفة لزيادة تدفق جريان روافد المعرفة والابداع نحو بحر الثقافة للغة العربية من هذا المنطلق حيث وقعت عقدا مع المؤسسة لترجمة مجموعة من العناوين من اللغة الروسية الى اللغة العربية مع اتاحة الحرية المطلقة لي في اختيار العناوين التي اراها مناسبة وهذا مالم تقوم به معظم المؤسسات المهتمة بالنشر والتي تحرص على ترجمة و نشر كل ما يتلاءم مع سياساتها لا اكثر .<br /> س/ هل يمكن ترجمة الأفلام الوثائقية السياسية وتحويلها الى اصدارات مطبوعة.<br /> ج / برهان الشاوي : لا يمكن تحويل الارث السياسي الى عناوين كتبية لاسباب عديدة بل يمكننا ترجمته في إطار ما هو ثائقي لا اكثر . مشيدا: بالجهود التي تبذلها بعض المؤسسات المعرفية في العالم العربية في مجال الترجمة كما في دولة الكويت التي اسهمت في تعرف المواطن العربي على كثير من الاعمال للغات اخرى وهذا ما تقوم به السعودية و الامارات في نفس المضمار .

أعلى