متعة القراءة

متعة القراءة

  • 1008
  • 2012/04/06 12:00:00 ص
  • 0

<div dir="rtl" style="text-align: justify;">فاروق صبري<br /> <br /> كرنفال إجتماعي ثقافي يبعث الفرح ويشحن الذائقة بالمتعة والمعرفة ذلك هو معرض أربيل الدولي للكتاب ، فالتجول في ممراته والإلتقاء بالأصدقاء المثقفين العراقيين والعرب وبهذا الحشد المتنوع من الزائرين والتوقف عند دور النشر المشاركة فيه والتصفح لبعض عناوينه المليونية صار فرصة للتعرف على تفصيلات حياتية ومنجزات ثقافية جديدة وقديمة .<br /> <br /> وفي الموقع المخصص لدار الجبل اللبنانية وقعت عيني على موسوعة &quot; قصة الحضارة &quot; لـ &quot;ول ديورانت&quot; ، والموسوعة عبارة عن سبعة وأربعين جزءاً على شكل ثمانية عشر مجلداً يبدأ مؤلفها ديورانت سفرها المعرفي من نشأة الحضارة الأولى &ndash;الشرق الأدنى ومن ثم يتوقف عند حضارات الصين ويعرج على الحضارة اليونانية وبعد ذلك يستقرئ أوروبا الوسطى مسلطاً أضواء تحليلاته على عصر روسو وفولتير والجنوب الكاثوليكي والشرق الاسلامي منتهياً عند عصر نابليون وخاتماً موسوعته بمجلد ضخم للفهرس.<br /> <br /> لقائي بهذه الموسوعة الرائعة أدخل إلى روحي بهجة منذ زمن طويل فقدتها ، هذه البهجة أرجعتني لسنوات سبعينات القرن الماضي ، حيث كنت طالباً في معهد الفنون الجميلة ببغداد اذ في ايام عطلها أكون في مدينتي كركوك وكان ملجأي المفضل مكتبة كركوك المركزية هذا الصرح الثقافي ، فيها اجلس لساعات طويلة بعد اختياري لكتاب ما ، وابدأ بالقراءة وأروي عطشي كمن يلتقي في صحراء قاحلة بنبع ماء .<br /> <br /> وفي احد الأيام تعرفت على موسوعة ديورانت وبالصدفة ومنذ اللحظات الأولى من مباشرتي لقراءة المجلد الأول شعرت بــ&quot; لذة القراءة &quot; قبل أن أتعرف رولان بارت ، كم كانت هذه الصدفة راقية وممتعة لكن أدركت ان زمن جلوسي داخل المكتبة لا يكفي ولا يخفف عطشي ولابد لي ان اواصل القراءة في البيت لكن مسؤول المكتبة قال بشكل قاطع : ممنوع اخراج هذا الكتاب !!!!!!!!!!!!<br /> <br /> توسلت به ولم يقبل لذلك اضطررت للبقاء في المكتبة من أول دوامها الساعة التاسعة صباحاً وإلى ساعة اغلاقها في الثانية بعد الظهر وبعد يومين جاءني نفس المسؤول وبشرني بأنني استطيع اخراج مجلد واحد لمدة يومين استثناءً لانه شعر بشغفي لقراءة هذه الموسوعة ، يا الهي كم أفرحتني هذه البشرى ، بها استطعت قراءة احد عشر مجلدا منها ، ومازال شغفي في نفس وتيرته لقراءة هذه الموسوعة ولعل معرض أربيل الدولي أتاح لي تحقيق هذه المتعة ، متعة القراءة.&nbsp;</div>

أعلى