الكتاب العراقي ومشكلة التوزيع

الكتاب العراقي ومشكلة التوزيع

  • 1115
  • 2017/04/15 12:00:00 ص
  • 0

 سعد محمد رحيم&nbsp;<br /> <br /> تعاني الثقافة العراقية من مشكلات مركّبة؛ موروثة، وأخرى مستجدة برزت بعد نيسان 2003، ومنها تلك التي تتعلق بالكتاب العراقي طباعة وتسويقاً وتوزيعاً وترويجاً. ويمكن لمؤسسة واحدة فعالة أن تقوم بالمهمات الثلاث الأخيرة معاً إذا ما وجدت بممكنات مادية مناسبة، وآليات عمل صحيحة. وإدارة مخلصة ذات كفاءة مهنية. وكانت لدينا في السابق الدار الوطنية للتوزيع، والتي جرى تصفيتها بعد سقوط نظام صدام، تاركة فراغاً، أو قل اختلالاً، في البنية التحتية للثقافة العراقية. وقد كان من الممكن الإبقاء عليها وتطويرها، أو إيجاد بديل لها تقوم بوظيفة توزيع المطبوعات العراقية في بغداد ومدن العراق الأخرى، لكن هذا لم يحدث لسوء الحظ. ويبدو أن القائمين على أمر الثقافة في العراق لم يفكروا جدّياً بهذه المشكلة وأضرارها على مستقبل الثقافة في بلادنا. وفي حقيقة الأمر فإن مشكلة التوزيع تعد واحدة من أخطر المشكلات وأكثرها إزعاجاً في نظر المثقفين العراقيين لاسيما المبدعين والعاملين منهم في حقول الثقافة المطبوعة، ناهيك عن القرّاء الذين لا يستطيعون العثور بسهولة على الكتب التي تُطبع فعلياً، لعدم وجود ما يكفي من قنوات توزيع لها منتشرة في مناطق العاصمة والمحافظات. &nbsp; &nbsp;وإذا استثنينا مكتبات شارع المتنبي ومدخل شارع السعدون في بغداد فإن معظم المكتبات الأخرى قد اختفت بعدما تحولت إلى مطاعم ومحال لبيع الأحذية والسلع الاستهلاكية المنزلية وغيرها. وحتى أغلب هذه المكتبات المتبقية لا تتعامل مع الكتاب العراقي، لاسيما تلك المطبوعة في مؤسساتنا الثقافية الرسمية مثل دار الشؤون الثقافية العامة ودار المأمون للترجمة والنشر ودار ثقافة الأطفال ودار الحكمة وغيرها. فوجئت شخصياً قبل مدة بوجود إصدارات جيدة لدار المأمون وهي التي تختص بترجمة كتب الأدب والفن والفكر العالمية. وقد اقتنيت منها، دفعة واحدة، ، أكثر من عشرة عنوانات، وبعضها كان قد طبع قبل ثلاث أو أربع سنوات. &nbsp;وحين تحدثت لأصدقائي عنها فوجئوا هم أيضاً بوجود مثل تلك العنوانات المهمة. والحال ذاتها تنطبق على دار الشؤون الثقافية، وهي في الحقيقة أهم مؤسسة نشر عراقية، لكن مطبوعاتها لا توزّع بشكل جيد، على الرغم من أنها تقيم أو تشارك في معارض، في داخل العراق وخارجه، ولها بعض قنوات التوزيع المحدودة في محافظات قليلة. ومن يتجول في مكتبات شارع المتنبي وشارع السعدون لن يعثر إلا على عنوانات محدودة جداً ومنتقاة من إصدارات هذه الدار. وأرى أن تتفرغ هذه الدار لشؤون طبع الكتاب العراقي، ويُصار إلى تأسيس دار أخرى للتوزيع. &nbsp;وبالتأكيد هذا لا يمنع أن توجد دار الشؤون لنفسها بعض قنوات التوزيع ( مكتبات في المتنبي والسعدون ومناطق أخرى ) على غرار ما فعلته دار المدى ودار الجمل، فلهما مكتبات خاصة بهما في مناطق بغداد. ويمكن لمؤسساتنا المختصة بطبع الكتاب أن تقيم أكشاكاً لبيع الكتب في مناطق من بغداد ومراكز المحافظات يدير كل منها موظف مثلما لدى اتحاد الكتاب السوريين ( العرب ) في شوارع وساحات&nbsp;<br /> الشام. &nbsp;أخيراً، أقترح أن تبادر وزارة إلى إقامة ندوة موسعة لمناقشة مشكلات الكتاب العراقي ( وندوات أخرى لبقية المشكلات ) في مراحل طباعته وتوزيعه في الداخل والخارج، وكيفية الترويج له عبر وسائل الإعلام، وباستخدام أساليب الإعلان الحديثة. وذلك بمشاركة مؤسسات الوزارة المعنية فضلاً عن اتحاد الأدباء، وبعض المثقفين والأكاديميين، إلى جانب الناشرين والموزعين في القطاع الخاص، وأصحاب المكتبات الكبيرة، على أن تتحول الحلول المتفق عليها في تلك الندوة إلى برنامج عمل للوزارة، للسنوات القادمة، في هذا الجانب الثقافي الحيوي، ومن دون التفكير بالمردود المادي&nbsp;<br /> العاجل.<br />

أعلى