الكتاب.. موضوعاً لكتاب

الكتاب.. موضوعاً لكتاب

  • 197
  • 2023/03/09 11:12:35 م
  • 0

 علاء المفرجي

تخصص بعض المؤلفين، بالكتاب كموضوع جدير بالدراسة العلمية، بوصفه –أي الكتاب- موثقا لكل العلوم، والآداب، بل ولتاريخ البشر وعلى إمتداد تاريخ البشرية، وأيضا بوصفه سيرة سيكولوجية للبعض، هو أيضا هواية للبعض، وضرورة مهنية للبعض الاخر: اقتناؤه، وجمعه، صارت له أساليب كثيرة ومختلفة.

في السنوات الأخيرة ظهرت كتب كثيرة، تعنى بالكتب وبالقراءة والمكتبات، حيث تناقش موضوعاتها اهمية الكتب، وتاريخها، واسلوب القراءة، وفائدتها.. وغيرها من الموضوعات.. وكانت دار المدى للنشر سباقة في ترجمة هذه الكتب، ولحقتها فيما بعد العديد من دور النشر، حتى اصبحت من اكثر الكتب قراءة، ونشير هنا الى كتب مثل: تاريخ القراءة، ويوميات القراءة، وفن القراءة، ورائحة الكتب، وعاشق الكتب، وغيرها.

نختار هنا عينة من الكتب التي أصدرتها المدى عن هذا الموضوع:

ثماني عشرة مقالة كتبتها آن فاديمان، وهي محررة ثقافية في مجلة «أميركان سكولار»، وكانت قد نشرتها في مطبوعات كثيرة، ولكنها جمعتها أخيراً في كتاب «من كتبي... اعترافات قارئة عادية»، الصادر عن دار «المدى»، بترجمة د. رشا صادق.

تروي آن فاديمان في هذا الكتاب قصة حب استمرت مدى الحياة مع الكتب واللغة؛ أصبحت الكتب بالنسبة لفاديمان، كما هو الحال بالنسبة لكثير من القراء المتحمسين، فصولاً أساسية في حياتها الخاصة. إنها تنتقل بسهولة من حكايات عن كوليردج وأورويل إلى حكايات عائلتها الأدبية، في مجموعة والدها المكونة من 22 مجلداً. لكنها لا تتعامل مع التعميمات، بل تكتب عن عاداتها وخبراتها الشخصية العميقة. وسواء كانت تناقش صعوبات دمج مكتبتها مع مكتبة زوجها، أو تتحدث عن متعة قراءة كتاب في سياقه الواقعي، فنحن مدعوون ببساطة للاستمتاع بالرحلة، والتفكير في تجارب القراءة الخاصة بنا على طول الطريق.

لماذا نقرأ الأدب الكلاسيكي؟ سؤال أخذ شكل عنوان لعمل أدبي يترجم لأول مرة إلى العربية لإيتالو كالفينو، وينشر بعد وفاته، جامعاً نحو خمسة وثلاثين مقالاً تمت كتابتها خلال السبعينيات والثمانينيات، وظهرت متفرقة في عدة صحف.

الكتاب الذي صدر عن دار المدى بترجمة دلال نصر الله، وضم بين دفتيه كما تقول زوجته (إستر كالفينو) في مقدمتها القصيرة: «معظم مقالات وكتابات كالفينو عن كُتابه وشعرائه الكلاسيكيين الذين أثروا حياته في فترات مختلفة».

كتاب (يوميات بائع الكتب) الصادر عن المدى لمؤلفه شون بيثل، وترجمة عباس المفرجي، ليس دراسة أو عرضاً لعيون الكتب في التراث الثقافي العالمي فحسب؛ بل سيرة المؤلف وصاحب المكتبة، شون بيثل، الذي يمتلك أكبر مكتبة لبيع الكتب المستعملة في إسكتلندا. التي تحتوي على 100000 كتاب، موزعة على أكثر من ميل من الأرفف، مع ممرات ملتوية ونيران مستعرة، وكلها تقع في مدينة ريفية جميلة على حافة البحر. (جنة محبي الكتاب) في هذه اليوميات المضحكة والمبكية، يقدم شون نظرة من الداخل على تجارب ومحن الحياة في تجارة الكتب، من النضال مع العملاء غريبي الأطوار إلى المشاحنات مع موظفيه، يأخذنا معه في رحلات شراء إلى العقارات القديمة ودور المزادات، ويوصي بالكتب (كلاسيكيات مفقودة واكتشافات جديدة)، ويقدم لنا إثارة الاكتشاف غير المتوقع، ويثير إيقاعات وسحر حياة البلدة الصغيرة، دائماً مع عين ناقدة.

أعلى