أنا والكتاب

أنا والكتاب

  • 275
  • 2023/03/12 11:44:50 م
  • 0

 شاكر الأنباري

أنا محظوظ لأنني من الناس الذين يحبون الكتب. قراءة الكتاب لا تقتصر على المعرفة فقط، بل هي متعة للروح وملتجأ للشخص حين يفقد الأمل بواقعه، أو حين يداهمه اليأس من إيقاع الحياة اليومية الرتيب. كنت، ومنذ أن شارفت على المراهقة، مولعا بقراءة الكتب. كتب متنوعة في القصص الخرافية، والروايات البسيطة، والأساطير،

وقد كانت القراءة رحلة ساحرة، ومغامرة مجهولة تأخذني نحو عوالم خيالية بعيدا عن الحياة اليومية الجافة. كان ذلك هواية في البدء، قادتني سريعا إلى محاولة الكتابة، وقد بدأت بالقصص، وأحيانا بقصائد شعرية ساذجة. هذا التزامن بين القراءة والكتابة، هو ما دفعني، يوما بعد آخر، للتمييز بين الكتاب الجيد والكتاب الرديء. بين الكتاب الجيد المفيد لتجربتي، وبين الكتاب الجيد لكنه لا يساعدني في تطوير عدتي الكتابية.

اكتشفت وجود كتب أساسية في الثقافة البشرية لا بد للمرء من قراءتها. والمثقف الجاد عليه أن يقرأ كل شيء، أو يحاول على الأقل. اليوم وبعد هذه التجربة الحياتية، والابداعية، أصبحت أعرف تماما الكتاب الذي أندفع لقراءته، وهو الكتاب المطلوب لتطوير وتوسيع وتعميق النص السردي الذي أكتبه. اكتشفت وبعد امتلاكي الأساس الرصين للمعرفة أن هناك كتبا لا بد لي من الالتفات لها وقراءتها. على صعيد الرؤية الفلسفية للوجود البشري في هذه الأرض صرت أهتم بالاكتشافات الفضائية، ونظريات المادة الكونية، ومستقبل السفر نحو الفضاء، وما إلى ذلك. وبدأت كتب التاريخ تستولي على فضولي أيضا، فقرأت من فترة قصيرة ما يخص تاريخ العراق، بالذات كتاب «العراق بين احتلالين» لعباس العزاوي. أي منذ سقوط بغداد على يد هولاكو وحتى الاحتلال الانكليزي في الحرب العالمية الأولى، وجاء بثمانية أجزاء.

وأنا طبعا دائب على قراءة الروايات، ورحت أتابع ما ينتجه الكتاب العراقيون والعرب، لمعرفة اين وصلنا بتقنية الكتابة الروائية، وهي ضرورية لأي كاتب حتى لو لم يجد النموذج الجيد. صار الكتاب يستغرق نصف وقتي اليومي، وأنا اليوم متفرغ للقراءة والكتابة. أتنقل بين بساتين الكتب مثل نحلة في الربيع، وجاءت المكتبة الإلكترونية العالمية للبي دي أف لتفتح أفقا إضافيا ليجد القارئ كل ما يود قراءته. وهي لمن يمتلك الوقت نعمة سماوية لجيلنا هذا، جيل الألفية الثالثة.

أعلى