د.عقيل مهدي يوسف
حين نقلّب (عنوانات) الكتب، و(محتوياتها) بكل اجناسها وانواعها، ومصنفاتها، نجدها (خزين) لذاكرة بشرية، منذ القدم الى حداثة التقنيات الرقمية.
قد لا يفقه البعض، ضرورة الكتاب، لكنه حين يتعلم في (المدرسة) تشرع أمامه، آفاق جديدة، وتستهويه (مكتبة) المدرسة – وحين ينضج، تزداد لهفته، كما خبرته أنا –لاقتناء الكتب، والمجلات، لا سيما في دراستي الاكاديمية، حيث استثارتني المسرحيات، والروايات والقصص، ما بين روايات مثل: (أحدب نوتردام، فكتور هيغو – و(الجريمة والعقاب) لدستويفسكي.. (..) وقصص، وكتب، (طه حسين) و(العقاد) و(توفيق الحكيم).
وكانت (كتب الفلاسفة) من بين جواهر، هذا الكنز الورقي، منذ انبثاقها في فترة ما قبل الميلاد، الى زماننا الراهن، الان، باتت «معارض الكتاب الدولية» كأنها (الفردوس) الذي يضم من اسماء لاعلام من المفكرين، والمبدعين، الذين التقطوا مغزى الحياة، وانعطافات التاريخ بدءا من (الانثربولوجية) لعادات الشعوب وعاداتها (البدئية) وصولا الى ما تقتضيه (الابستيمولوجية) المعرفية والخلاقة، من تحفيزات متطلعة لاقتحام الفضاء الكوني، وعلوم المستقبل.
يسعى الأدباء، والفنانون، وبتبرميزات دالة، متنوعة، جاعلة من البشر (اسرة واحدة) متعالية، على العرقيات والطبقات، والجغرافية، متبنية دساتير وقوانين وتشريعات اجرائية، لضمان عدم انتهاك (حقوق البشر).
القارئ، الحصيف، يميل الى (تأويلات) مفتوحة باقتصاديات ثقافية للكتب والتي تزدهر بها معارض الكتاب، في الشرق والغرب، لتصبح في ندائها، ركائز تنويرية لثقافات متموضعة حسب ما تنشره مؤسسات ودور النشر بفاعلية رصينة، وخيارات نوعية جادة لكتب متعددة بمستوياتها وانساقها ومراجعها المتعالية على الاستلاب ببلاغة اللغة (التداولية) وسمو منظومتها القيمية والاخلاقية.
وبإعتمادها موضوعات تواجه تحديات المستقبل واحتمالاته بطرح (بدائل) حرّة بعيدا عن التسلط والانسداد العقائدي، والاكراهات الطائفية والعرقية (..).
كل قارئ يجد في رفوف معارض الكتاب ان لكل (كاتب) بنية خطاب ونمط (ثقافي) خاص، وما على (القارئ) إلا ان (يختار) حسب قدراته التأويلية، ما يود اقتنائه، من كتب، وله الحق في (الحكم) على (جودة) هذا الكتاب او ذاك – ولكل (كاتب) مبدع تفضيلاته الفكرية وتفرده في الرؤى الفكرية والتخيلية، وربما يهتدي القارئ بتساؤلات (كانط) لاقتناء الكتاب عن ما الذي يريد ان يعرف ويعمل ويتوقع؟ من اجل ان يتعمق فهمه للحياة.
او كما ينصح (سبينوزا) بأن افضل شيء للانسان هو عيشه على مقتضى العقل).
وكان (شيشرون) معجبا بـ(سقراط) لانه (اول من انزل الفلسفة، من تعاليها الغيبي الى ارض البشر) فاقتناء الكتاب يعزز صلة (القارئ) بواقعه ويجعله يقارب عقول المفكرين والمبدعين، ويقلص فجوة اغترابه عن العالم بما يتحصله من (سرديات) تعمّق هويته الانسانية وتصد عنه، العدم وتزييف الحقيقة المنشودة وتقتح (بوابات) ثقافية باذخة متفردة ببعدها الاجتماعي الرفيع.