علي حسين وطه جزاع يناقشان  التداول الفلسفي في الحياة اليومية

علي حسين وطه جزاع يناقشان التداول الفلسفي في الحياة اليومية

  • 192
  • 2023/03/14 12:06:45 ص
  • 0

 أربيل / المدى

أقيمت في معرض أربيل الدولي للكتاب ندوة تحت عنوان «التداول الفلسفي في الحياة اليومية» بمشاركة الكاتب والصحفي علي حسين والدكتور طه جزاع تطرق فيه الحديث لدور الفلسفة في حياة الانسان اليومية.

وأشار الكاتب والصحفي علي حسين في حديثه الى ان الفلسفة هي جزء من الحياة اليومية على الرغم من اعتقاد الكثيرين بانه امر معقد ومبهم موضحا ان الفيلسوف اليوناني سقراط كان يلقي كلماته في الأسواق بين الناس العاديين.

واردف حسين بالقول ان «الفلسفة متعلق بالحياة اليومية للإنسان لكن مع مرور الزمن وتطور العلم أصبحت هناك اختصاصات معينة لكن في الأعوام الأخيرة عادت الحقيقي والعمل في المجال الإنساني على سبيل المثال أصبحت الفلسفة تستخدم في علم النفس وفي مجال الاقتصاد والتنمية».

من جهته أشار الدكتور طه جزاع الى ان الفلسفة اتهمت في كل العصور بالتغريد خارج المجتمع وقال «الفلسفة ليست بعيدة عن المجتمع بل انها نابعة من صميم الحياة ربما تكون الفلسفة نشاط ذهني مجرد مهتم بمواضيع الصور العقلية المجردة لكنها لم تكون بعيدة عن الانسان والمجتمع والاقتصاد والسياسة والأخلاق والتربية».

ولفت جزاع الى ان معظم الفلاسفة تعرضوا للسخرية من قبل المجتمع على الرغم من كونهم جزءا من المجتمع وان البعض منهم تعرضوا للنقد، وأضاف «هناك ملاحظة عن الفلسفة بانها تطرح أسئلة لا جواب لها هذا امر مهم لتطوير التفكير الإنساني ليس من الشرط ان تطرح أسئلة لها أجوبة بل من الممكن ان نطرح أسئلة لا جواب لها وهذه هي دهشة الانسان الفلسفة. الفلسفة هو الخيال المجرد الذي يأخذ الانسان لمديات بعيدة ليطرح أسئلة يجد لبعضها الأجوبة ولا يجد لبعضها الاخر».

وبشأن سؤال عن كيفية انشاء ثقافة فلسلفية لمواجهة خيبات الامل ذكر علي حسين ان الفيلسوف الأميركي الشهير جون ديوي ذكر بان الفلسفة قد ماتت على خلفية انتشار الديمقراطية والعلم لكن جاء الرد من قبل احد الفلاسفة الذي اكد بان الفلسفة لا تموت.

واردف قائلا «الفلسفة أضحت علاجا نفسيا وهي تستخدم لإعادة ثقة الانسان بالمجتمع على سبيل المثال الفيلسوف الكبير كانط اثر بشكل كبير على حياة البشرية فهو اول من وضع قانون لتأسيس منظمة الأمم المتحدة وقانون مشروع السلام وقانون معرفة الله من خلال العقل. لذا نرى بانه من المستحيل ان تنتهي الفلسفة».

وعن سؤال عن معنى الفلسفة قال طه جزاع ان الفلسفة تتكون من قسمين نظرية وعملية. النظرية تبحث في الوجود واصله وأيضا من الممكن ان تبحث في الانسان ونقل السؤال من خارج الانسان الى داخله كما فعل سقراط عندما قال اعرف نفسك أولا. بالنسبة للجانب العملي من الفلسفة فهي مرتبطة بالمباحث الأولى من الفلسفة. على سبيل المثال مبحث الوجود الانطولوجي مبحث المعرفة ومبحث الميتزفيقيا. عمليا استطيع القول بان الفلسفة نظريا هو البحث في الأسباب الاولى في الوجود عمليا الفلسفة هي المنهاج المنطقي لكل علم من العلوم والانسان والحياة بشكل عام».

واستطرد جزاع قائلا ان «الفيلسوف سارتر أوضح الفرق بين العالم والفيلسوف او المثقف قال فيه ان العالم الذي يقوم بصنع مواد جرثومية او نووية تستخدم لقتل الانسان هو عالم لكن عندما يخرج في تظاهرة ضد قتل البشر فهو سيكون مثقفا او فيلسوفا».

فيما تطرق حسين الى مقولة لماركس مفادها ان الفلاسفة قد فسروا العالم لكنهم لم يغيروا فيها شيئا وقال «اعتقد ان الفلسفة عندما تكون جزءا من حياة الانسان بامكانها تغيير العالم. فالفلاسفة للأسف في العراق والوطن العربي يعتقدون ان مكان الفلسفة الأساسي هو قاعات الدروس فقط».

وتابع حسين قائلا ان «يقال الفلسفة هي اتقان فن العيش. لكن هذا الفن لا يجب ان يكون على حساب مستقبل وطموح الانسان».

فيما ذكر جزاع ان مهمة الفلسفة مهمة إنسانية نبيلة وقال «عندما نفهم ان الفلسفة تدعو الى حرية الانسان وتقبل الاخر واحترام الانسان دون التمييز بين جنسيته واحترام حقوقه وعندما ندرك ان بإمكان الفلسفة بإمكانها تهدب السياسي والعالم والتربوي والفنان والاديب ندرك عندئذ ان الفلسفة مهمتها إنسانية حقيقة ونبيلة وهي تعطينا الامل بمستقبل افضل من اليوم».

أعلى