الكتاب.. بين المتنبي وشوقي

 علاء المفرجي

نقتنيه، أو نستعيره، او تأخذنا حمى جمعه وفهرسته، نقيم له المعارض والمهرجانات احتفاء به، يلازمنا أنى ذهبنا في الحزن والفرح، في الخوض في دهاليز العلم.. انه الكتاب.

لم لا وأول كلمة في الكتاب المقدس هي كلمة إقرأ.. لتنطلق به موجات المعرفة التي تتابعت علينا، حتى وصلت الى ما لا يستوعبه العقل.. كان معجزتنا اتي خصنا بها الله، «يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابا من السماء».

وأمام هذا الاهتمام العظيم في الكتاب، راح شعراؤنا يصيغون له من قلائد الحروف قصائد تتغزل به، قصائد صار بعضها مثلا عند جموع البشر.

هذا أبو الطيب المتنبي يقول:

أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ

وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ

وَبَحْرُ أبي المِسْكِ الخِضَمُّ الذي لَهُ

عَلى كُلّ بَحْرٍ زَخْرَةٌ وَعُبابُ

تَجَاوَزَ قَدْرَ المَدْحِ حتى كأنّهُ

بأحْسَنِ مَا يُثْنى عَلَيْهِ يُعَابُ

وَغالَبَهُ الأعْداءُ ثُمّ عَنَوْا لَهُ كمَا

غَالَبَتْ بيضَ السّيوفِ رِقابُ

وَأكْثرُ مَا تَلْقَى أبَا المِسْكِ

بِذْلَةً إذا لم تَصُنْ إلاّ الحَديدَ

يريد المتنبي أن يقول أن سرج الخيل هو أعلى، وأعز مكان، لأن المرء حين يمتطي فرسا، فإنه بذلك يسعى إلى هدف سامي كمحاربة الأعداء، والانتصار عليهم. وتوازيه أهمية الكتاب.

فالقراءة هي عملية فك رموز تسمي بالحروف لتكوين كلمات يكون لها معني والقراءة تعتبر جزء من اللغة واللغة تعتبر وصيلة للتواصل والفهم والأدراك ولأهمية القراءة احببنا ان نقدم بعض الحكم و أشعار عن فن القراءة.. يقول الشاعر احمد شوقي:

أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا

لَم أَجِد لي وافِياً إِلّا الكِتابا

صاحِبٌ إِن عِبتَهُ أَو لَم تَعِب

لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا

كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني

وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا

صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً

وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا

وغيرها مما لايحصى من القصائد والخواطر التي قالتها العرب في الكتاب والقراءة.