برهم علي: الشعوب التي تتحاور لن تضطر إلى العنف
عماد جاسم: المثقفون يجب أن يلعبوا دورهم المرتجى
أربيل / المدى
اقام معرض أربيل الدولي للكتاب، بيومه الخامس، جلسة حوارية بعنوان “التواصل بين الثقافتين العربية والكوردية من اجل الحوار والتنمية”، كان ضيفيها كل من د.عماد جاسم و أ.برهم علي، وساهم الباحث والمترجم خالد جميل محمد، بإدارة وتيسير الجلسة.
وبدوره القى ميسر الجلسة خالد جميل، مقدمة عن الجلسة، قائلا ان “التواصل بين الثقافتين العربية والكوردية ضرورة استوجبتها عوامل جغرافية، دينية، سياسية اقتصادية، اجتماعية، كما اقتضتها طبيعة الجوار وحتمية التفاعل بين شعبين ومجتمعين يكاد ان يكونا شديدي التفاعل فيما بينهما، رغم وجود خصوصية لكل مجتمع بينهما من ناحية اللغة والبيئة والمورث الثقافي والاجتماعي والتاريخي”.
ثم طرح سؤلا الى الدكتور عماد جاسم “ما هي تجليات التواصل بين الثقافتين العربية والكوردية وكيف تقيم عملية التواصل بينهم”.
يقول د.عماد ان “القضية أكبر من كونها مرتبطة بالمؤسسات وانما تحتاج الى عمل تضامني وحقيقي بين المجتمعين الكوردي والعربي، ويجب ان تبدأ هذه الخطوات بعيدا عن توجهات الحراك السياسي الذي يتعثر بين فترة وأخرى، وكان لهذا التعثر مردودات سلبية على المستوى الثقافي”.
ويردف ان “المثقفين من الجانبين، كانت لهم خطوات اهم من الحراك السياسي المتبعثر، الذي اعتمد على المزاجية الفردية احيانا، والعمل وفق مبدأ الفعل ورد الفعل، لذلك وجدنا هناك العديد من الاحباطات بين المركز والاقليم”.
ويواصل حديثه “نحن اليوم نشهد حراكا شعبيا ثقافيا موجه بشكل عقلاني من قبل جماعات متنورة وحراكات مدنية، اذ نجد اليوم العديد من دور النشر جاءت من بغداد، محتفلة بالمثقفين، الاكراد، إضافة الى قدوم العديد من باقي المدن العراقية، حيث باتت أربيل التي واجه جمالية وثقافية تحتضن العديد من التجمعات المعرفية، وتجليات هذا الحراك اليوم يكمن بوجود دراسات وكتب من المجتمعين”.
وعند سؤال، أ.برهم علي عن “هل استطاع التواصل بين المجتمع الكوردي والعربي ان يحقق الحوار المنشود والمتأمل له؟”، أجاب عن ذلك قائلا، ان “التواصل بينهما غير موجود، هناك عوائق ومشاكل امام التواصل، وعند سؤال أنفسنا هل نحتاج هذا التواصل؟، سنرى اننا نجيب “بكل تأكيد نحتاج التواصل”، مشيرا الى ان التواصل هو علاقة مبنية على الاخذ والعطاء.
وعن العوائق المعرقلة لهذا التواصل، من وجهة نظره، يبين ان “الاحداث السياسية السيئة، ساهمت بشكل كبير في تدمير جسر التواصل، إضافة الى وجود تكبر من قبل الجانب العربي تجاه الجانب الكوردي، يرافقها وجود الخوف الكوردي من المحو”.
ويشدد على الحاجة “الى التواصل الثقافي لأجل ان نتحاور ونوطد العلاقات بين الطرفين، اذ ان الشعوب التي تلجا الى الحوار لن تضطر الى اللجوء الى العنف والصراع والنزاع، ولكن هل نستطيع ان نقول اننا لم نلجأ الى العنف او الى افتعال الصراعات؟، بكل اسف لجأنا اليه”.
ويستدرك بالقول ان “اللغة الكوردية من عام 1970 أصبحت لغة رسمية والقومية الكوردية هي قومية رسمية، لكن السؤال يكون لماذا اللغة الكوردية ظلت عائقا امام المثقف الكوردي، ولماذا الكورد يعرفون اللغة العربية ويقرؤون العربية ولا يوجد العكس”.
ويضيف ان توجد بين المجتمعين “هموم واهداف مشتركة، ومن المهم ان يكون هدفي كمثقف كوردي ان اعرف المخزون الثقافي لكل الشعوب”.
يعود الحديث الى د.عماد، الذي يبين ان المثقف العربي الذي يسكن العاصمة او أية مدينة عراقية أخرى، لا يملك أي استعلاء او تجاهل لنظيره الكوردي، سوى عائق اللغة الذي يتواجد في اغلب الشعوب المتنوعة ثقافيا.
ويتابع حديثه قائلا ان “عائق اللغة منعنا من التواصل المعرفي والثقافي الحقيقي مع الشعب الكوردي، اضافة الى المؤسسات الإعلامية التي كانت تبث ما يقوله القائد الذي يتحدث عن القومية العربية، واستمرت الى سنوات”.
ويؤكد انهم “ حريصون جدا على ما تكتبه الثقافة الكوردية وما تدونه، بغض النظر عن المؤسسات الرسمية ومؤسسات الدول التي عانت منذ سنوات من غياب بوصلة التعامل مع ثقافة مع هذا المكون الأساسي والمهم وكيف ممكن استثماره وإعادة قراءته”.
وفي ختام الجلسة فتح باب الأسئلة للجمهور، حيث ذكر أحد الحضور، وهو باحث نفسي ومخرج مسرحي طلبا الى وكيل وزارة الثقافة، د.عماد جاسم، وقال “اننا نملك مشروعا مسرحيا جاهزا، بين أربيل وبغداد مقدم الى وزارة الثقافة، نأمل ان يكون هناك اهتمام بهذا المشروع كون إذا عملت السياسة على تفريق الافراد فسيعمل الفن على إعادة جمعهم”.