أربيل / المدى
في اطار الحديث عن التحديات التي تواجه دور النشر و ما هي نظرة المؤلفين لهذا الامر كان لـ(المدى) حديثً مع احد الروائيين الزائرين لمعرض اربيل للكتاب وهو الكاتب والصحفي الموصلي فخري الأمين.
حيث اكد في بداية حديثه لـ(المدى) ان ما تواجهه دور النشر من تحديات هو امر خطير للغاية من خلال توجه الجيل الحالي إلى الثقافة السهلة كما يسميها من خلال الإنترنت والتكنولوجيا في الحصول على المعلومات والإبتعاد عن القراءة او اقتناء الكتاب الورقي واصبح الكتاب الإلكتروني هو صاحب السيادة بالوقت الحالي.
واضاف ان هذا الامر هو أكبر من مسألة ارتفاع أسعار مستلزمات صناعة الكتاب وتكلفة نقل الكتب، بل ان الموضوع أصبح توجهه هو لإبعاد هذا الجيل عن الثقافة والاطلاع وحب القراءة وانه من المؤسف ان يرى هذا الشيء.
واوضح ان زيارته اليوم لمعرض اربيل للكتاب هي حباً بتواجده في اية تظاهرة ثقافية بالعراق وان مثل هذا المحفل لا يعد حدثاً عادياً بل انه يمثل تظاهرة إبداعية وفنية وثقافية ولكن من المؤسف ان يتواجد عدد قليل من الكتاب والرواد في مثل هكذا نشاط، فضلا على عزوف القراء عن اقتناء الكتب وان هذه المشكلة تتطلب التفاتة من قبل الحكومات والجهات الراعية للثقافة من خلال دعم المكتبات وفتح آفاق التعاون بين وزارتي التربية والتعليم ودور النشر في طباعة المناهج وان الإرادة الحكومية كبيرة في هذا الشأن.
وفي سؤال عن التحديات التي تواجه المؤلفين والكتاب اجاب الامين انه جاء إلى المعرض وهو يحمل في حقيبته روايتين من كتاباته لم تطبع لغاية الآن و هو يبحث عن دار نشر لطباعتها، وبين ان الاسباب تعود إلى ان دور النشر تطلب منه مبالغ كبيرة مقابل طباعة كتاباته وغياب تبني المكاتب للاعمال الروائية.
واوضح في الوقت ذاته ان مردودها المادي لا يصل إلى تكلفة طباعتها ونشرها وان هذا الامر اصبح معقداً ويحمل تداعيات فيها مؤثرات عديدة.
واكد ان المؤلف غايته هي ليست مادية بحتة وإنما يحمل في داخله رسالة يود ايصالها للمجتمع وان الكتاب هو ليس سلعة عادية وإنما سلعة ثقافية لها علاقة ببناء الانسان والذات والاخلاق والمجتمع.
ويقول أيضا: في صريح العبارة أخشى أن يأتي يوم وأرى الوطن العربي عارياً من الكتب وأخشى أن استيقظ على صباح لا أرى فيه مؤلفات جديدة.
ويضيف ان المجتمع بحاجة كبيرة إلى القراءة والتطلع عن طريق الكتاب الورقي، لان الإنترنت والهاتف هي وسائل تقوم بمسح سريع للذاكرة بينما القراءة عبر الورق ترسخ المعلومات في العقل بشكل دائم.
وفي ختام حديثه وجه الامين شكره الكبير إلى رئيس مؤسسة المدى الأستاذ فخري الكريم على التنظيم المبهر لمعرض اربيل للكتاب ولكل ما تقدمه المؤسسة من دعم للثقافة.