هل أثرت الثورة الرقمية والتكنولوجيا على الحياة الدينية؟

هل أثرت الثورة الرقمية والتكنولوجيا على الحياة الدينية؟

  • 259
  • 2023/03/16 12:26:30 ص
  • 0

 أربيل / المدى

نظم معرض أربيل الدولي في دورته الخامسة عشر، الذي تنظمه مؤسسة المدى، ندوة حوارية بعنوان «الثورة الرقمية والتكنولوجيا وتأثيرهما على الحياة الدينية» شارك فيها الضيف أ.نبيل عبد الفتاح المستشار في مركز الأهرام للدارسات السياسية والستراتيجية.

وقال عبد الفتاح إن “أثر الثورة الرقمية على عالم التدين في الوطن العربي هو موضوع جديد لأنه يطرح من الاسئلة الدينية ويطرح من تأثيرات التحول نحو الرقمنة في العالم العربي ودخول الأجيال الجديدة إلى هذا العالم وإجادتها التعامل معه وليس استخدامه فقط كمنابر وإنما التأثير على اشكال التفكير السائدة لدى الأجيال الجديدة التي ستتغاير عملياتها الذهنية وطرائق تفكيرها في المجال الديني عن الاجيال الاسبق”.

وأضاف “بالتالي هذا الموضوع بالغ الاهمية، و‏اهميته تكتسب أكثر بالنسبة لعالمنا الشرق اوسطي والعربي حيث المجتمعات المتعددة، الانقسامية ذات تعدد ثقافي ديني عرقي وقومي”.

وأشار إلى أهمية التمييز بين الدين والتدين: “الدين في مصادره وسردياته المقدسة والسُنّوية أمر يختلف عن السرديات الوضعية التي وضعها الفقهاء والمفسرون حول الدين في علاقته بالمجتمعات التي تَمدد فيها ومكونات هذه المجتمعات، بالتالي هناك ضرورة للتمييز بين الدين في قداسته وبين الدين في حركته مع البشر، لأن الحياة الدينية مختلفة تماماً عن الاصول المقدسة للأديان، وكذلك الامر بأن الحياة الدينية ليست حياة واحدة، ليست حياة مستمرة عبر الزمن بنفس انماط التدين السائدة فيها، لان انماط التدين السائدة لدى جمهور الناس او ما يسمى بالتدين الشعبي اي إداراكات الناس ومألوف ثقافاتهم وممارستهم للطقوس كما تسود في مرحلة تاريخية معينة، بمعنى أن التدين في مجمتع صناعي يختلف عن التدين في مجتمع ريفي”.

وتابعَ: “عندما نتحدث عن الحياة الدينية فهي جزء من الحياة الاجتماعية الاوسع نطاقاً حيث مؤثرات القيم، تصور الالوهية، تصور الفقهاء، وهي متغيرة من منطقة لأُخرى داخل المجتمع، كما أنها تعكس طبيعة المجتمع،

بالتالي نحن امام تدين وضعي متغير من مجتمع لآخر، وداخل المجتمع نفسه من مكون لآخر حتى و إن كان الانتماء الى ذات الدين”.

واكمل حديثه حول الثورة التكنولوجية وما تقوم به من عمليات تغيير في انماط العلاقات الاجتماعية وبالتالي هذا التغير يؤثر على ثقافة الطبقة العامة، مضيفاً “حتى هذه اللحظة، كل المتابعات والملاحظات التحليلية والدراسات التي تمت عن أثر الثورة الرقمية على أنماط التدين الفعلي سنجد أن هناك حالة جدلية بين التدين الفعلي والتدين الرقمي، حيث أصبح التدين الفعلي ينتقل من الفعلي إلى الرقمي ثم يعاد على الواقع الفعلي”.

وبيَّن أن: “الأخطر فيما يتعلق بالثورة الرقمية هو الانتقال الذي بدأ بالفعل من مرحلة الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي الى مرحلة بدايات “الأنسنة الروبوتية”، هذا التداخل والتعايش الذي سوف يتم بين الانسان وبين الروبوت، فاليوم الروبوت يشكل خطرا على الانماط السابقة للتفكير الانساني”.

وأشار في حديثه إلى “مسألة الحق في الاختلاف كحق من حقوق الانسان وكحق من الحقوق المدنية، إلا أن الاختلاف مع الخطاب السياسي السائد للرئيس معناه الاقصاء والاستبعاد، لكن المشكلة ليست موضوعاً سياسيا ولا دستورياً، لان القيود على الحق في الاختلاف وعلى الحقوق الدستورية هذا شيء بارز في النظم القانونية العربية، أي تجد النص على حقوق المواطنة والقيود على حقوق المواطنة، النص على مساواة وتمييز على اساس قومي او عرقي او جندري في النصوص القانونية، النص على حرية التدين والاعتقاد ونص اخر مقيد له للقبول فقط بالاديان السماوية الثلاثة، اذن تولدت ثقافة مضادة للحق في الاختلاف ودعم ذلك التمدد الديني السياسي في العالم العربي من خلال المؤسسات الدينية الرسمية التابعة للمؤسسات الحكومية، بالتالي عدم القبول بتأويلات دينية معينة رغم ان المذهب السائد هو مذهب تأويلي بامتياز، هو سردية وضعية بامتياز وبالتالي ليس مقدسا”.

واختتم أ.نبيل عبدالفتاح بأن: “مواجهة ذلك تحتاج اولاً ابنية ديموقراطية تدير التعدد، تمثل المكونات الاساسية على نحو يتسم بالنزاهة، يتسم بمبدأ المساواة، حقوق المواطنة، وسياسات تعليمية وثقافية قادرة على بناء القيم الجامعة داخل هذه المكونات الاساسية في الدولة او في العالم العربي وعلى خلاف ذلك ستستمر الانقسامات وسيضل الوضع العربي على ماهو قائم الان”.

أعلى